الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب العلم الذي بالمصلى

          ░18▒ (بَابُ الْعَلَمِ الَّذِي بِالْمُصَلَّى) أي: جُعلَ به، ولأبي ذرٍّ والأصيلِي: <باب العلم بالمصلى> وهو بفتحتين: الشَّاخص الذي يجعلُ علامةً على غيرهِ، والمرادُ منه: أنَّهم جعلوا لمصلَّاهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلام شيئاً يُعرَف به عند دار كثير بن الصَّلت.
          قال ابنُ رجبٍ: العلم الذي عند دار كثير بن الصَّلت، ودارُ كثير بن الصَّلت الظَّاهرُ أنَّ ذلك كله مُحدَثٌ أحدِثَ بعد النَّبيِّ صلعم في مكانِ المصلَّى، وقد تقدَّم أنَّ المصلَّى كان فضاءً ليس فيه سترةٌ، فلذلك كان النَّبيُّ صلعم يحمل له الحربة ليصلِّي إليها، انتهى.
          وأقول: يعلمُ من هذا: أنَّه لا منافاةَ بين ما في هذا الباب، وبين ما تقدَّم في باب الصَّلاة إلى الحربة، وأنَّ المراد في التَّرجمة: باب بيان العلمِ الذي أحدثَ بعده عليه الصَّلاة والسَّلام بالمصلَّى، وقد يشيرُ إليه قول القسطلانيِّ: أي: الذي جُعلَ بالمصلَّى، فافهم.