الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الحراب والدرق يوم العيد

          ░2▒ (بَابُ الْحِرَابِ) بكسر الحاء المهملة، جمع: حَرْبة _بفتحها وسكون الراء_ معروفةٌ، وتقدَّمت (وَالدَّرَقِ) جمع: دَرَقة _بفتحتين_ في الجمع والمفرد.
          قال الكرمانيُّ: هي التِّرس الذي يُتَّخذ من الجلود، وقال البرماويُّ: هي ترسٌ من جلدٍ ونحوه، وهما أولى من قول ((الفتح)): هي التِّرسُ، ففي ((القاموس)): الدَّرَق _محركة_: الحجفَةُ، والجمع: درق، وأدراقٌ، ودراق، وقال في فصل الحاء المهملة من باب الفاء: الحجَف _محركة_ الترسُ من جلودٍ، بلا خشب ولا عقب، والصُّدور واحدتها: حجفة، انتهى.
          ولو ترجم بقوله: باب الغناء والحراب والدَّرق يوم العيد لكان أولى ليناسبَ الحديثَ الأوَّل كما يأتي، فافهم.
          (يَوْمَ الْعِيدِ) يحتملُ أن هذا الظرف متعلِّقٌ بنحو: إباحة مضافة إلى ((الحراب))، فتأمَّل.
          وتقييدُ الإباحة بيوم العيد يقتضِي عدم جواز ذلك في غيره، وبذلك صرَّح ابن رجبٍ بنظيره في الغناء في الباب الآتي كما ستعلمه، لكن مذهبُ الشَّافعيَّة الجواز في الأمرين، ولو في غير يوم عيدٍ، ولعلَّ البخاريَّ يرى المنع في غير يوم العيد، فتأمَّل.