نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من دعا برفع الوباء والحمى

          ░22▒ (بابٌ مَنْ دَعَا بِرَفْعِ الْوَبَاءِ وَالْحُمَّى) الوباء: يهمز ولا يهمز، وجمع المقصور بلا همز: أوبية، وجمع المهموز: أوباء، يُقال: أَوْبَأتِ الأرضُ فهي مُوْبِئة، ووَبِئَت فهي وَبِيئَة، ووُبِئَت _بضم الواو أيضًا_ فهي مَوْبُوءة.
          قال القاضي عياض: الوَبَاء: عمومُ الأمراض، وقد أطلق بعضهم على الطَّاعون أنَّه وباء؛ لأنَّه من أفراده، لكن ليس كلُّ وباءٍ طاعونًا، وعلى ذلك يحملُ قول الدَّاودي لمَّا ذكر الطَّاعون: الصَّحيح: أنَّه الوباء، وكذا جاء عن الخليل بن أحمد: إنَّ الطَّاعون هو الوباء.
          وقال ابنُ الأثير في «النهاية»: الطَّاعون: المرض العام، والوباء الَّذي يفسدُ له الهواء فتفسدُ به الأمزجةُ والأبدان، وقال ابنُ سينا: الوباءُ ينشأ من فسادِ جوهر الهواء الذي هو مادَّة الروح ومدده.
          قال الحافظُ العسقلاني: ويفارق الطَّاعونُ الوباءَ بخصوصِ سببه الذي ليس هو في شيءٍ من الأوباء، وهو كونه من طعن الجنِّ، كما سيأتي ذكره مبينًا في باب «ما يذكر في الطَّاعون» من «كتاب الطِّب» إن شاء الله تعالى [خ¦86/30-8528]. والحمَّى على وزن فُعْلى، اسم لمرضٍ مخصوصٍ، ومنه حُمَّ الرَّجل فهو محمومٌ.