نجاح القاري لصحيح البخاري

باب عيادة المغمى عليه

          ░5▒ (بابُ عِيَادَةِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ) الَّذي يصيبُه غشي يتعطَّل معه جلُّ القوى المحركة والحساسة لضعف القلب، واجتماع الرُّوح كلِّه إليه، واستفراغهِ وتخلُّله من أُغمي _بضم الهمزة_ من الإغماء. قال ابن المُنيِّر: فائدة هذه التَّرجمة: أن لا يعتقدَ أنَّ عيادة المغمى عليه ساقطة؛ لكونه لا يعلم بعائده، ولكن ليس في حديث جابر التَّصريح بأنَّهما علمًا أنَّه مغمى عليه قبل عيادته، فلعلَّه وافق حضورهما.
          قال الحافظُ العسقلاني: بل الظَّاهر من السِّياق وقوع ذلك حال مجيئهما، وقبل دخولهما عليه، ومجرَّد علم المريض بعائده لا يتوقَّف مشروعيَّة العيادة عليه؛ لأنَّ وراء ذلك جبر خاطرِ أهله، وما يرجى من بركة دعاءِ العائد، ووضعِ يده على المريضِ، والمسح على جسدِه، والنَّفث عليه عند التَّعويذ إلى غير ذلك.