نجاح القاري لصحيح البخاري

باب شرب الأعلى قبل الأسفل
  
              

          ░7▒ (بابُ شُرْبِ الأَعْلَى قَبْلَ الأَسْفَلِ) وفي رواية الحمُّويَيِّ والكُشْميهَنيِّ: <قبل السفلى>، قال الحافظُ العَسْقَلانيُّ: والأوَّل أولى، وتعقَّبه العَينيُّ: / بأنَّه لا أولوية هنا؛ لأنَّ معنى قبل السفلى قبل صاحب الأرض السفلى، ويجوز أن يُقالَ في موضع الأعلى العليا على تقدير شرب صاحب الأرض العليا، فتذكيرُ الأعلى والأسفل باعتبار الصاحب وتأنيثهما باعتبار الأرض، انتهى. وأنت خبيرٌ بأن الحافظَ العَسْقَلانيَّ ليس لا يعرف ذلك، وإنما قال: والأوَّل أولى ليطابق الأعلى، فافهم، وكأنَّه يشير بالترجمة إلى ما وقع في مرسل سعيد بن المسيِّب في هذه القصَّة فقضى النَّبي صلعم أن يسقيَ الأعلى ثمَّ الأسفل.
          قال العلماء _وقد تقدَّم_: الشرب من نهرٍ أو مسيلٍ غير مملوكٍ يُقَدَّمُ فيه الأعلى فالأعلى، ولا حظَّ للأسفل حتى يسقيَ الأعلى وحدُّه أن يعطي الماءَ الأرضَ حتَّى لا تشربه ويرجع إلى الجِدار.