نجاح القاري لصحيح البخاري

باب خروج النار

          ░24▒ (باب: خُرُوجِ النَّارِ) من أرض الحجاز (وَقَالَ أَنَسٌ) ☺: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ) بفتح الهمزة؛ أي: علامات قيامها وانتهاء الدُّنيا وانقضائها (نَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ) وهذا التَّعليق وصله في ((إسلام عبد الله بن سلام)) [خ¦3938] من طريق حميد بن أنسٍ في أواخر باب الهجرة ولفظه: ((وأمَّا أوَّل أشراط السَّاعة فنارٌ تحشرهم من المشرق إلى المغرب)). وفي رواية: ((أنَّها تخرج من اليمن حتَّى تؤدِّيهم إلى بيت المقدس)).
          فإن قيل: جاء في حديث حذيفة (1) ☺: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تكون عشر آياتٍ)) فعدَّها، وعدّ في الأول ((خروج الدُّخان)) وفي آخره ((وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد النَّاس إلى محشرهم)). وفي «التَّوضيح» وقد جاء في حديث أنَّ النَّار آخر أشراط السَّاعة.
          فالجواب: أنَّه يجوز أن يقال لكلِّ واحدٍ أوَّل لتقارب بعضها من بعضٍ والأوَّل أمرٌ نسبي يطلقُ على ما بعده باعتبار الَّذي يليه، وقد ثبتَ أنَّ الآيات العظام من طلوع الشَّمس من مَغربها وخروج الدَّابة وسائر الآيات مثل السِّلك إذا انقطعَ تناثر الخرز سرعة كما عند أحمد. وفي مرسل أبي العالية: الآيات كلها في ستَّة أشهر. وعن أبي هريرة ☺: في ثمانية أشهر.


[1] في هامش الأصل: في نسخة: حذيفة بن أسيد.