نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: لا يشرب الخمر

          ░1▒ (باب: لا يُشْرَبُ الخَمْرُ) بضم التحتية وفتح الراء على البناء للمفعول، والخمر نائب الفاعل، ويُروى: على البناء للفاعل، فيكون ممَّا حُذف فاعله، وفي رواية المستملي: <باب الزِّنى وشرب الخمر>، وسقط في رواية أبي ذرٍّ: <لا يشرب الخمر> والمعنى: باب التَّحذير من تعاطيهما.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ (يُنْزَعُ مِنْهُ نُورُ الإِيمَانِ فِي الزِّنَا) والضَّمير منه للزَّاني، وصله أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان من طريق عثمان بن أبي صفيَّة قال: كان ابن عبَّاس ☻ يدعو بغلمانه غلامًا غلامًا فيقول: ألا أزوِّجك؟ ما من عبدٍ يزني إلَّا نزع الله تعالى نور الإيمان من قلبه.
          وقد روي مرفوعًا، أخرجه أبو جعفر الطَّبري من طريق مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس ☻ : سمعت النَّبي صلعم يقول: ((من زنى نزعَ الله نورُ الإيمان من قلبه، فإن شاء أن يردَّه إليه ردَّه إليه))، وفي حديث أبي هريرة ☺ مرفوعًا عند أبي داود: ((إذا زنى الرَّجل خرجَ منه الإيمان، وكان عليه كالظُّلة، فإذا أقلعَ عنه رجعَ إليه الإيمان)). ويحتمل أن يكون الَّذي نقص منه الحياء المعبر عنه بالنُّور، والحياء من الإيمان.