غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن أبي داود

          59 # أحمد بن أبي داود:
          اسمه: (محمَّد بن) عُبيد الله، أبو جعفر المُنادي، بضمِّ الميم، اسم فاعل المناداة بالنُّون والمهملة(1)
          وسمَّاه ابن السَّمْعانيِّ(2) محمَّداً، قال: وسمَّاه بعضُ النَّاس أحمدَ. وقال: إنَّ هذه النِّسبة إلى مَن ينادي على الأشياء التي تباع، أو الأشياء المفقودة التي يطلبها لأربابها.
          وقال ابن مَنْدَه: المشهور عند أهل بغداد محمَّد بن عبد الله بن أبي داود.
          وقال بعضهم: أحمد وَهْمٌ من البخاريِّ.
          قال الكِرْمانيُّ(3) البخاريُّ أعرف باسم شيخه من غيره، فليس وَهْماً.
          قلت: ويمكن(4) أن يكون له اسمان، وكثير من النَّاس مَن له اسمان وكُنيتان، بل سيِّد الخَلق له أسماء، فبعضهم ذَكَر هذا(5) الاسم، وبعضهم ذَكَر بالأشهر عندهم.
          وهو من أهل بغداد.
          سمع: أبا بدر شُجاع بن الوليد، وحَفْص بن غِياث، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وأبا النَّضر هاشم بن القاسم، ومَكِّيَّ بن إبراهيم، ورَوْح بن عُبَادة، وعفَّان بن مسلم، ويونس المؤِّدب، وغيرهم.
          روى عنه: أبو داود، وابن ابنه أبو الحسين ابن المُنادي.
          وكان ثقة، صدوقاً.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة، في تفسير سورة { لَمْ يَكُنِ }
[خ¦4961] .
          ولد في جمادى الأولى(6) سنة إحدى وتسعين ومئة.
          ومات في شهر رمضان، سنة اثنتين(7) وسبعين ومئتين، عن مئة سنةٍ وسنةٍ واحدة. قاله(8) ابن السَّمعانيِّ(9)
          قلت: فهذا أيضاً ممَّن عاش بعد البخاريِّ من شيوخه، وما أظنُّ آخَرَ مِثلَه في طول الحياة بعدَه؛ فإنَّه عاش بعده ستَّ عشرة سنة(10) ووُلِد قبلَه سنة إحدى وسبعين.
          وكان يقول: صُمْتُ اثنين وتسعين _بتقديم التَّاء_ رمضاناً، / وكان أحمد بن حنبل أكبر مِنه(11) بسبع سنين، ويحيى بن مَعين أكبر من أحمد بسبع سنين.


[1] في (ن): (فاعل المناداة بالمهلمة).
[2] الأنساب:5/ 385.
[3] شرح البخاريِّ:18/ 205.
[4] في غير (ن): (يمكن).
[5] في غير (ن): (بهذا).
[6] في (ن): (الأوَّل).
[7] في (ن): (اثنين) وفي غير (ن) (تسعين) بدل (سبعين).
[8] في غير (ن): (قال).
[9] الأنساب:5/ 386.
[10] في (ه): (ستة عشر سنة) والمثبت هو الوجه.
[11] في غير (ن): (منِّي).