غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن إسحاق السلمي

          28 # أحمد بن إسحاق بن الحُصَين(1) السُّلَمِيُّ السُّرْمَارِيُّ المُطَّوِّعيُّ أبو إسحاق.
          الشُّجاع الذي يُضرب بشجاعته المَثَل، قَتَل أَلْفاً من التُّرْك.
          والمُطَّوِّعيُّ: بضمِّ الميم وشدَّة المهملة المفتوحة، وكسر الواو، نسبة إلى المُطَّوِّعة، جماعة فرَّغوا أنفسهم للغزو والجهاد، ورابطوا في الثُّغور، وتطوَّعوا بالغزو، وتصدَّوا للعدوِّ في بلاد الكفر.
          قال ابن السَّمْعانيِّ(2) والمشهور بهذه النِّسبة جماعة منهم: أحمد بن تَوْبة الغازي المُطَّوِّعيُّ السُّلَمِيُّ الزَّاهدُ، / من أهل مَرْو، أحدُ(3) الزهَّاد، يروي عن ابن المبارَك، إلَّا أنَّه لم يَهْدِف(4) للحديث، وكان(5) يقال: إنَّه مستجاب الدعوة، فَتَحَ مدينة إِسْبِيْجَاب في أربعين رجلاً، وبها أولاده يُعرفون بأولاد الأربعين يشار إليهم.
          ومنهم: الإمام الشُّجاع البطل المعروف أبو إسحاق أحمد بن إسحاق _صاحبُ هذه التَّرجمة_ الزَّاهد، الذي فاقَ أهل زمانه في الشَّجاعة، وقَتَل الكفَّار حتَّى قيل: لم يكن له في الإسلام نظير في هذا المعنى، وقصَّته في الغزو وقتل الأتراك شائعة. وابنه: أبو صَفْوان إسحاق بن أحمد، كان ثقةً في الحديث، رَحَل به أبوه إلى العراق وهو صغير.
          سمع أبو إسحاق أحمدُ: عثمانَ بن عمر، ويَعْلَى بن عُبيد، وعُبيدَ الله بن موسى، وعَمْرو بن عاصم، وفي غير الصَّحيح نَقَلَ عن أبي نُعيم الفَضْل بن دُكَين وطبقاتهم.
          وروى عنه: محمَّدُ بن إسماعيل المَيْدانيُّ، وعُبيد الله بن واصل.
          وحدَّث عنه البخاريُّ في صححيه من غير واسطة في مواضع، أوَّلها: في باب المرأة تَطْرَح عن المصلِّي شيئاً، من كتاب الصلاة [خ¦520] ، وذُكر في تفسير بني إسرائيل [خ¦3464] ، وسورة الفَتْح [خ¦4844] ، وصفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3632] .
          وتوفِّي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ومئتين.
          وله ولد نَجيب اسمه: إسحاق، وكنيته: أبو صفوان.
          يروي عن أبيه، وعن أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلد، وعَمْرو بن عاصم، ومكِّيِّ بن إبراهيم، وسعيد بن عامر، وغيرهم.
          لكن ليس له ذِكرٌ في البخاريِّ.
          وروى عنه: أبو عليٍّ صالحُ بن محمَّد جَزَرة الحافظُ، وعُمَر بن محمَّد.
          توفِّي سنة ستٍّ وسبعين ومئتين.
          - تتمة:
          السُّرْمَارِيُّ، بضمِّ المهملة بعدها راء ثمَّ ميم آخرها راء(6) أخرى، نسبة إلى قرية من قرى بُخارَى يقال لها: سُرْمَارَى على ثلاثة(7) فراسخ منها.
          قال ابن السَّمْعانيِّ(8) وخرجتُ إليها لزيارة الشَّيخ أحمد السُّرْمَارِيِّ.
          وقال الكِرْمانيُّ(9) بكسر المهملة وفتحها، وسكون الرَّاء الأُولى.


[1] في (ن): (بن الحسن الحصين) وفي سائر النسخ: (الحسن) وكلاهما تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[2] الأنساب:5/ 327، و3/ 247-248.
[3] في (ن) تصحيفاً: (واحد).
[4] في (ن): (يهتدف).
[5] في غير (ن): (كان).
[6] في غير (ن) تصحيفاً: (ياء).
[7] في النسخ كلها (ثلاث). والتصحيح وفقاً للقواعد النحوية.
[8] الأنساب:3/ 247.
[9] شرح البخاري:4/ 171.