غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أيمن بن نابل

          125 # أَيْمَن بن نابِل(1) بن عُبَيْد _بفتح الهمزة، وسكون التَّحتيَّة المثنَّاة، وبالميم المفتوحة، آخرها نون، ونَابِل بنون، وموحَّدة مكسورة قبل اللَّام_ أبو عِمْران، وأبو عمرو(2) الحَبَشِيُّ المكِّيُّ، نزيل عَسْقَلان.
          صدوق، تابعيٌّ، عابد، فاضل. كان(3) لا يُفْصِح لِمَا فيه من اللُّكْنة.
          قال الفَضْل بن موسى: دَلَّني الثَّوريُّ على أيمن بن نابل، فلَقِيته(4) فإذا رجل حبشيٌّ طويل، ذو(5) مَشَافر، مَكْفوف، وقال(6) لي: يا فضل! هل لك في لقاء أبي عِمْران؛ فإنَّه ثقة.
          قال ابن الجَوزيِّ في «مُثِيْر عَزْم السَّاكن إلى أَشرف الأماكن»(7) عن الفَضْل بن الرَّبيع قال: حججتُ مع هارون الرَّشيد، فمررنا بالكوفة، فإذا بُهْلُول المجنون يَهْذي(8) قال [الفضل بن](9) الرَّبيع: فقلت له: اسكت، فقد أَقبَل أمير المؤمنين. فسكت، فلمَّا حاذى الهَوْدَج قال: يا أمير المؤمنين! حدَّثني أيمنُ بن نابل قال: حدَّثنا قُدَامةُ بن عبد الله العامريُّ قال: رأيت النَّبيَّ صلعم / بمنًى على جمل، وتحته رَحْل رَثٌّ، ولم يكن ثَمَّ طَرْدٌ، ولا ضَرْبٌ، ولا إليكَ إليكَ(10) قال [الفضل بن] الرَّبيع: قلت: يا أمير المؤمنين! إنَّه بُهلُول المجنون. قال: قد عرفته، قُلْ يا بُهلُول! فقال: يا أميرَ المؤمنين! وأنشَدَ من البحر الوافر:
وَهَبْكَ ملكتَ أهلَ الأرضِ طُرّاً                     ودانَ لك البلادُ فكان ماذا
أليس غداً مصيرُك جوفَ قبرٍ                     ويحثو التُّرْبَ هذا ثُمَّ هذا
          قال الرَّشيد: أجدتَ يا بُهلُول، أفغَيرُهُ؟(11) قال: نعم يا أمير المؤمنين! مَن رزقه الله مالاً وجَمَالاً، فعفَّ(12) في جماله، وواسَى في ماله، كُتب في ديوان الأبرار. قال [الفضل بن] الرَّبيع: فظَنَّ الرَّشيد أنَّه يريد شيئاً، فقال: فإنَّا(13) قد أَمَرنا بقضاء دَينِك. قال: لا تَفعلْ يا أمير المؤمنين، لا تَقضِ ديناً بدَين، اردُدْ الحقَّ على أهله، واقضِ دَينَ نفسك من نفسك. قال الرَّشيد: فإنَّا قد أمرنا أن يُجرى عليك. قال: لا تفعلْ يا أمير المؤمنين! لا يُعطيك ويَنساني، أَجْرِى عَليَّ الذي أَجْرَى عليكَ، لا حاجة لي في جِرايتِك. انتهى.
          وأنشد أيضاً من الوافر(14)
أرى الدُّنيا لمَن هي في يديهِ(15)                      وَبَالاً كلَّما كثرتْ لدَيهِ
تُهينُ المُكْرِمينَ لها بصُغْرٍ                     وتُكْرِم كلَّ مَن هانتْ عليهِ
إذا استغنيتَ عن شيءٍ فدعْهُ                     وخُذْ ما أنتَ محتاج إليهِ
          قال ابن حجر(16) وثَّق الأيمنَ الثَّوريُّ، وابنُ مَعين، وابنُ عمَّار(17) والنَّسائيُّ، والعِجْليُّ، وقال يعقوبُ بن شَيْبَة: صدوق إلى(18) الضَّعف ما هو. وأَنكَر عليه النَّسائيُّ، والدَّارَقُطْنيُّ، وغيرُهما زيادتَه في أوَّل التَّشهُّد الذي رواه عن أبي الزُّبير: «بسم الله وبالله»(19) وقد رواه اللَّيثُ وعَمْرو بن الحارث وغيرهما، عن أبي الزُّبير بدونها، وكذلك هو بدونها في صحاح الأحاديث المرويَّة في التَّشهُّد.
          قال: وله عند البخاريِّ حديث واحد، عن القاسم بن محمَّد، عن عائشة، في اعتمارها من التَّنْعِيم [خ¦1518] ، أخرجه متابعةً، وروى له أصحاب السُّنن غير أبي داود. انتهى.
          قال الكَلَاباذيُّ(20) روى عنه أبو عاصم النَّبيل، وسمع محمَّدَ بنَ القاسم.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في باب الحجِّ على الرَّحْل، في أوَّل كتاب الحجِّ [خ¦1518] .


[1] سقط من (س): (أيمن بن نابل).
[2] في (ن) تصحيفاً: (أبو عمر).
[3] في (ن) تصحيفاً: (كاد).
[4] في (ن) تصحيفاً: (فلقيه).
[5] في النسخ: (ذا) والمثبت هو الوجه.
[6] في غير (ن): (فقال).
[7] ص123.
[8] في (ن) تصحيفاً: (يهدني).
[9] ما بين الحاصرتين في النصِّ سقط من الأصول كلِّها وكذلك الذي بعده.
[10] في (ن) تصحيفاً: (ولا أتيك) بدل (إليك إليك) وانظر المسند برقم (15410)، وما بعدَه.
[11] في غير (ن) تصحيفاً: (فغيره)
[12] في (ن) تصحيفاً: (فعفى)
[13] في غير (ن): (إنا)
[14] الأبيات أوردها صاحب الأغاني 4/560 منسوبة لأبي العتاهية، وهي في ديوانه ص410.
[15] في (ن): (يده) وفيها: (هانت لديه).
[16] مقدمة الفتح: ص392.
[17] في غير (ن): (وابن عمر).
[18] في غير (ن): (وإلى).
[19] أخرجه النَّسائيُّ في المجتبى:3/ 43 برقم (1281)، وقال: (أيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ)، وقد أنكره على أيمن الإمام البخاريُّ أيضًا، انظر ترتيب علل الترمذي: (105).
[20] الهداية والإرشاد:1/ 94.