غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن المقدام بن سليمان العجلي

          55 # أحمد بن المِقْدام بن سُليمان العِجْليُّ، أبو الأشعث البصريُّ، مشهور بكُنيته.
          وثَّقه أبو حاتم، وصالح جَزَرة، والنَّسائيُّ.
          وقال أبو داود: لا أُحدِّث عنه؛ لأنَّه كان يعلِّم المُجَّان المُجونَ، وذلك أنَّه كان مُجَّانٌ(1) بالبصرة يَصُرُّون الدَّراهم صُرراً فيطرحونها في الطَّريق، ويجلسون ناحيةً، فإذا رأى المارُّ الصُّرَّة هوى ليأخذَها صاحوا عليه: دَعْها دعها. ليخجل النَّاس، فعلَّم أبو الأَشْعث النَّاسَ، وقال لهم: هيِّئوا صُرراً من الزُّجاج كَصُرَر الدَّراهم، فإذا مررتم بصررهم، فأخذتموها، وصاحوا بكم، فاطرحوا صُرر الزَّجاج عوضاً عن الذي لهم. ففعلوا ذلك.
          وتعقَّب ابنُ(2) عَدِيٍّ كلامَ أبي داود هذا، فقال: لا يؤثِّر ذلك فيه؛ لأنَّه من أهل الصِّدق.
          قال ابن حجر(3) ووجْه عدم تأثيره فيه أنَّه لم يعلِّم المُجَّان كما قال أبو داود، وإنَّما علَّم المارَّة الذين قَصَد المُجَّانُ أن يخجلوهم، وكأنَّه كان يذهب (مذهب) من يرى التَّعزير بالمال؛ فلذا جوَّز للمارَّة أن تأخذ الدَّراهم؛ تأديباً للمُجَّان؛ حتَّى لا يعودوا لمثله، مع احتمال أن يكونوا أعادوا(4) إليهم صررهم بعد ذلك. وقد احتجَّ البخاريُّ به، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن خُزَيمة في صحيحه، وغيرهم.
          سمع من(5) محمَّد بن عبد الرَّحمن الطَّفَاويِّ، وفُضَيل بن سُليمان النُّميريِّ، وخالد بن الحارث الهُجَيْمي.
          روى عنه: البخاريُّ من غير واسطة في مواضع، في البيوع [خ¦2057] ، والجهاد [خ¦2919] ، وغير ذلك.
          توفِّي سنة ثلاث وخمسين ومئتين.


[1] في (ن) تصحيفاً: (بخان).
[2] في (ن) تصحيفاً: (ابن أبي).
[3] مقدمة الفتح: ص387.
[4] في (ن) تصحيفاً: (عادوا).
[5] في (ن) تصحيفاً: (عن).