غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إبراهيم بن موسى

          20 # إبراهيم بن موسى بن يزيد _من الزِّيادة_ التَّمِيميُّ الرَّازيُّ(1) أبو إسحاق الفَرَّاءُ.
          يُعرف بالصَّغير، وكان أحمد بن حنبل يُنكر على مَن يقول له: الصَّغير. وقال: هو كبير في العلم والجَلَالة.
          قلت(2) ويدلُّ على جلالته ما روى السَّمْعانيُّ أنَّ أبا زُرْعة أخذ عنه العلم(3) وحُكي أنَّ أبا زُرْعة كان يحفظ ستَّ مئة ألف حديث، وكان إسحاق بن راهَوَيه يقول: كلُّ حديث لا يعرفه أبو زُرْعة ليس بحديث.
          قلت: ومن هنا يُعلم جلالة البخاريِّ، فإنَّ أبا زُرْعةَ كان يجلس بين يدي البخاريِّ كالصَّغير.
          قال أبو زُرْعة: كتبت عن رَجُلِين مئتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفَرَّاء الذي يقال له: الصَّغير مئة ألف حديث، قال: وهو أَتْقَنُ من أبي بكر بن أبي شَيْبة، وأصحُّ حديثاً منه، لا يحدِّث إلَّا من كتابه، وهو أتقن وأحفظ من صَفْوان بن صالح.
          قال أبو حاتِم: هو من الثِّقات، وهو أتقن من أبي جعفر الجمَّال، يعني محمَّد بن مِهْران.
          سمع إبراهيمُ: يحيى(4) بن زكريَّا بن أبي زائدة الرازيَّ، وعيسى بن يونس، وهشام بن يوسف.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة في مواضع، أوَّلها في ثاني باب الحيض [خ¦296] . /


[1] في (ن) تصحيفاً: (الداري).
[2] في غير (ن): (قال).
[3] الأنساب:3/ 24.
[4] في (ن) تحريفاً: (إبراهيم بن يحيى).