غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن أبي سريج

          38 # أحمد بن أبي سُرَيج، بالمهملتين وآخرها(1) جيم قبلها تحتانيَّة مثنَّاة، على صيغة التَّصغير، واسم أبي سُريج: الصَّبَّاح، وقيل: أحمد منسوب إلى جده، وهو: أحمد بن عمر بن [أبي] سُريج، أبو جعفر النَّهْشَليُّ الرازيُّ.
          سمع: شَبَابةَ بنَ سَوَّار، وعُبيد الله(2) بن موسى.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة، في غزوة أحد [خ¦4053] ، وفي كتاب التَّوحيد [خ¦7540] .
          وسمع _خارج الصَّحيح_: شُعَيبَ بن حَرْب، وأبا مُعاوية الضَّرير، وابن عُلَيَّة، ووَكِيْعاً، والشَّافعيَّ، وجماعة.
          روى عنه أيضاً: النَّسائيُّ، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، [وغيرهم] .
          قال النَّسائيُّ: ثقة. قال أبو حاتم: صدوق.
          مهمَّة:
          ممَّا يَشْتبه بهذه المادَّة: شُريح، بالمعجمة آخرها مهملة، والقاعدة / التي تُنجيك عن الغلط: أنَّ ثلاثة أسماء في صحيح البخاريِّ بالمهملة، وآخرها معجمة، أحدهم هذا. والثَّاني(3) سُريج(4) بن النُّعمان، وذكر الجَيَّانيُّ(5) أنَّ مسلماً روى عنه بالواسطة. وسُريج بن يونس، روى عنه مسلم أيضاً، ومن الغريب أنَّ مسلماً نقل عنه من غير واسطة، وإنَّما يروي عنه البخاريُّ بواسطة، فهو أحد مَن سمع منه مسلم دون البخاريِّ.
          ومَنْ سِوى مَن ذَكرتُ، فذلك: شُريح، نحو: شُريحٍ القاضي، وأبي(6) شُريح الخُزَاعيِّ، وعبد الرَّحمن بن شُريح، أبي(7) شُريح الإِسْكَنْدَرانيِّ، وشُريح بن مَسْلمة، وحَيْوَةَ بن شُريح.
          - تتمَّة:
          الرَّازِيُّ: بفتح الرَّاء، وكسر الزَّاي، نسبة إلى مدينة الرَّيِّ على غير القياس؛ لزيادة الألف والزَّاي، وهي بلدة كبيرة من بلاد الدَّيْلَم، بين قُومِس والجبال، خرج منها جماعة من فحول العلماء في كلَّ فنٍّ قديماً وحديثاً.
          قال ابن السَّمْعانيِّ(8) وإنَّما أُلحق الزَّاي تخفيفاً؛ لأنَّ النِّسبة على الياء ممَّا يَثْقُل على اللِّسان، والألف؛ لفتحة الرَّاء، على أنَّ الأنساب ممَّا لا مجال للقياس فيها، والمعتبر فيها النقل (المجرَّد).
          تنبيه:
          وَهِمَ السُّبْكِيُّ في طبقاته، فقال: أحمد بن أبي سَرْج، وجَعل ابن أبي سُريج غيرَه، وترجم بترجمتين(9) فتأمَّل؛ فإنَّما هما واحد.
          قال [أحمد] بن أبي سُريج: سمعتُ الشَّافعيَّ ☺ يقول: ما أَخرج الإنسان بخِلَالٍ من بين أسنانه، فليقذفه، وما أخرجه بأصبعه، فليأكل. قاله أبو عاصم العَبَّاديُّ، قال: وفيه أثر: «كُلُوا الوَغْم، واْطَرحوا الفَغْم». قال ابن الأثير في النهاية(10) الوَغْم: ما تساقط من الطَّعام، والفَغْم(11) ما تعلَّق بين الأسنان منه، أيْ: كلوا فُتَات الطعام، وارموْا(12) ما يُخرجه الخِلال، وقيل: هو بالعكس. هكذا قال في فَغَم، وقال في وَغَم: الفَغْم(13) ما أخرجتَه بطرف لسانك من بين أسنانك.
          فائدة:
          الوَغْمُ، بالمعجمة بين الواو والميم، والفَغْمُ بفاء، ثمَّ معجمة، وفي الحديث: «لو أنَّ امرأة من الحُور العِيْن أَشْرَفَتْ لأَفْغَمَتْ ما بين السَّماء والأرض ريحَ المسك»(14) أيْ: ملأت، ويروى أيضاً: «أَفْعَمَتْ» بالمهملة.


[1] في غير (ن): (في آخرها).
[2] في (ه) تصحيفاً: (عبد الله).
[3] في غير (ن): (الثاني).
[4] هنا وفي الذي يليه تصحف في (ن) إلى: (شريح).
[5] تقييد المهمل:2/ 294.
[6] في (ن) تصحيفاً: (أبو).
[7] في (ن) تصحيفاً: (أبو) وفي غيرها (وأبي) بزيادة واو العطف.
[8] الأنساب:3/ 23.
[9] انظر طبقات الشَّافعيَّة الكبرى تباعًا:2/ 67 و25.
[10] 4/236 (وغم).
[11] 3/234 (فغم).
[12] في (ن): (فارموا).
[13] في (ن) تصحيفاً: (الفقم).
[14] ذكره الخليل بن أحمد الفراهيديُّ في معجم العين:4/ 427، ولم أجد مَن أخرجه.