غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الأسود بن يزيد النخعي

          107 # الأسود بن يزيد(1) بن قيس النَّخَعيُّ، بفتح النُّون والخاء المعجمة، آخرها مهملة، الكوفيُّ، أبو عَمرو، أو أبو عبد الرَّحمن.
          مخضرم، ثقة، فقيه، مكثر، تابعيٌّ، من أفضل عِباد الله، أدرك زمن النَّبيِّ صلعم مُسلِماً ولم يَرَه.
          هذا هو صاحب ابن مسعود، وأخو عبد الرَّحمن بن يزيد، وابن أخي عَلْقمة بن قيس، وهو أكبر من علقمة، وهو خال إبراهيم بن يزيد النَّخَعِيِّ، وهو من فقهاء الكوفة وأعيانهم.
          سافر ثمانين حجَّةً، وثمانين عُمْرة، لم يجمع بينهما _وهكذا ابنه عبد الرَّحمن بن الأسود حَجَّ ثمانين حجَّة، وثمانين عُمرة، لم يجمع بينهما_ وكان يقول في تلبيته: لبَّيك لبَّيك أنا الحاجُّ ابن الحاجِّ. وكان يصلِّي كلَّ يوم سبع مئة ركعة، وصار عَظْماً وجِلْداً، وكانوا يقولون: إنَّه أقلُّ أهل بيته اجتهاداً. وكانوا يُسَمُّون _كما قال الكِرْمانيُّ(2)_ آلَ الأسودِ: أهلَ الجنَّة.
          قال الأسود: وقضى(3) فينا معاذُ بن جَبل في اليَمَن _ورسول الله صلعم حيٌّ_ في رجل مات وترك بنته وأخته، فأعطى الابنةَ النِّصفَ، والأختَ النِّصفَ. قاله ابن الأثير(4)
          قال الكَلَاباذيُّ(5) سمع ابنَ مسعود، وعائشة، وأبا موسى الأشعريَّ.
          وقال ابن الأثير(6) سمع عمرَ أيضاً.
          روى عنه: أبو إسحاق السَّبِيْعيُّ، وإبراهيم النَّخَعيُّ، وابنه عبد الرَّحمن بن الأسود.
          وروى(7) عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب مَن ترك بعض الاختيار، من آخر كتاب العلم [خ¦126] .
          مات سنة أربع أو خمس وسبعين.
          وقال ابن السَّمعانيِّ(8) كان الأسود صوَّاماً قوَّاماً فقيهاً زاهداً، حجَّ أربعين حجَّة وعمرة، روى / عن أبي بكر الصِّدِّيق، وروى عنه الشَّعْبيُّ [انتهى] .


[1] سقط (الأسود بن يزيد) من (س)، وتراجم مَن اسمه (الأسود) مختلَّة التَّرتيب الهَجائيِّ، كما لا يَخفَى.
[2] شرح البخاريِّ:2/ 151.
[3] في غير (ن): (قضى).
[4] أسد الغابة:1/ 137.
[5] الهداية والإرشاد:1/ 84.
[6] في (ن) تصحيفاً: (الأسير) وكذلك في الموضع الذي بعده.
[7] في غير (ن): (روى).
[8] الأنساب:5/ 474.