غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أفلح بن حميد

          117 # (أَفْلَحُ بن حُمَيد(1) _بضمِّ الموحَّدة، وفتح الميم، وسكون) التَّحتيَّة المثنَّاة_ بن نافع، أبو عبد الرَّحمن، مولى صَفْوان بن أوس، وقيل: مولى أبي أيُّوب الأنصاريِّ، المدنيُّ النَّجَّاريُّ.
          وأفلَح: بالفاء، آخره مهملة، ويقال له: ابن صُعَيراء، بضمِّ المهملة، وفتح المهملة(2) أيضاً، ومدِّ الرَّاء، آخره همزة.
          هو أحد الأثبات، وثَّقه ابن مَعين، وأبو حاتِم، والنَّسائيُّ، وابن سعد.
          ذَكَره ابن عديٍّ، فقال: قال ابن صاعد: كان أحمد يُنكِر على أفلح حديثَ ذات عِرْق. قال ابن عديٍّ: ولم ينكر عليه أحمد غيرَ هذا، وقد انفرد به عن أفلح مُعَافَى بنُ عِمْران، وأفلح صالح، وحديثه مستقيم.
          قال ابن حجر(3) قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يحدِّث يحيى القطَّان(4) عن أفلح، وروى أفلح حديثين منكَرَين: حديث: أنَّ النَّبيَّ صلعم أَشْعَرَ، / وحديث: وقَّت لأهل العراق ذاتَ عِرْق.
          قال ابن حجر: ولم يخرِّج البخاريُّ شيئاً من هذا، ولله الحمد، بل له عنده حديث في الطَّهارة [خ¦261] ، وثلاثة في الحجِّ [خ¦1560] [خ¦1681] [خ¦1696] ، ورابع في الحجِّ أيضاً علَّقه [خ¦بعد 1733] ، ووافقه مسلمٌ على تخريج الخمسة [خ¦321] [خ¦1211] [خ¦1290] [خ¦1321] ، وكلُّها عندهما عنه، عن القاسم، عن عائشة.
          قال الكَلَاباذيُّ(5) سمع القاسمَ بن محمَّد الصِّدِّيقيَّ. أحد فقهاء المدينة.
          روى عنه: أبو نُعيم، وأبو بكر الحَنَفِيُّ، والقَعْنَبِيُّ.
          روى(6) عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب هل يُدخل الجُنُب يده، من كتاب الغُسل [خ¦261] ، وفي الحجِّ، في مواضع [خ¦1560] [خ¦1681] [خ¦1696] [خ¦1699] [خ¦1788] .
          توفِّي سنة ثمان وخمسين ومئة، وهو ابن ثمانين سنةً.
          - اعلَمْ(7) أنَّ صاحبَ الكمال قال: ليس أفلح بن حُميد من رجال البخاريِّ، بل هو أفلح أبو عبد الرَّحمن، ويقال: أبو يحيى، وأبو كثير. ولم ينسبه إلى والد.
          ثمَّ قال: هو مولى أبي أيُّوب الأنصاريِّ، من سَبي عين التَّمْر، سباه خالد بن الوليد، وكان مع مولاه أبي أيُّوب في مغازيه، وكان ثقة من كبار التَّابعين، قليل الحديث. مات في خلافة يزيد بن معاوية، سنة ثلاث وستِّين، وقيل: قُتل بالحَرَّة. روى له البخاريُّ ومسلم. انتهى(8)
          وهذا صريح أنَّ أفلح(9) هذا غير الأوَّل، وصريح(10) أنَّ هذا من رجال البخاريِّ، [وجعل في تحفة ذوي الأدب أفلح بن حميد غير أفلح مولى أبي أيُّوب، فتأمَّل] .


[1] سقط (أفلح بن حُميد) من (س).
[2] في (ن) رسمت (صفيراء) بالفاء ولكن ضبطت كما ضبطها المؤلِّف، وهو مخالف لما في كتب الرِّجال كتهذيب الكمال:3/ 321، وتهذيبه:1/ 186، وغيرهما؛ حيث ضبطوه بالفاء بدل العين: (صُفَيراء)، وهو كذلك في (ف) [تراجع النسخة] ، فتنبَّه.
[3] مقدمة الفتح: ص391.
[4] جاء في الأصول: (يحيى بن القطان) والمثبت من المصادر.
[5] الهداية والإرشاد:1/ 104.
[6] في الأصول (رواه) والتصحيح يقتضيه السياق.
[7] سقطت (اعلم) من (س).
[8] انظر تهذيب الكمال:3/ 325، والتَّرجمتان مفصولتان فيه، ترجمة ابن صُفيراء، ثمَّ ترجمة أفلح بن سعيد، ثمَّ ترجمة مولى أبي أيُّوب المقصود هنا، ولم ينبِّه الحافظ المزِّي إلى وقوع وهم عند صاحب الكمال في الخلط بين التَّرجمتين، والذي فيه أنَّ مولى أبي ايُّوب هذا روى له مسلم وأبو داود في كتاب فضائل الأنصار، ولم يرو له البخاريُّ، كما نقل المؤلِّف، كما أنَّ الفرق بين الرَّجلين بعيد جدًّا في الطبقة؛ فابن صًفيراء يروي عن صِغار التَّابعين، ومولى أبي أيُّوب يروي عن كِبار الصَّحابة، ولا أظنُّ المؤلِّف هنا إلَّا واهمًا فيما نقله عن صاحب الكمال، والله أعلم.
[9] في غير (ن): (حميداً) وهو تصحيف.
[10] في (ن) تصحيفاً: (وصرح)