غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إسحاق بن منصور بن بهرام

          86 # إسحاق بن منصور بن بِهْرام _بكسر الموحَّدة، وسكون الهاء، وبالرَّاء، قاله النَّوويُّ(1) والمشهور فتح الباء_ أبو يعقوب الكَوْسَج المَرْوزيُّ.
          رحل إلى العراق والحجاز والشَّام، وسكن نَيْسابور أخيراً، وهو أحد الأئمَّة من أصحاب الحديث، روى(2) عنه الجماعة إلَّا أبا داود.
          وقال حسَّان بن محمَّد: سمعت مشايخنا يذكرون أنَّ إسحاق بلغه أنَّ الإمام أحمد رجع عن بعض تلك المسائل، وكان قد دوَّن عن أحمد مسائل. قال: فجمعها في جِراب، / وحمله على ظهره، وخرج راجلاً(3) إلى بغداد، وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كلِّ مسألة علَّقها واستفتاه عنها، فأقرَّ له به ثانياً، وتعجَّب الإمام من شأنه.
          وهو الذي يروي المسائل عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهَوَيه، وصنَّف كتاباً كبيراً في الصَّلاة.
          قال مسلم بن الحجَّاج: لم أر أحداً أصلح كتاباً من إسحاق بن منصور.
          سمع: حُسيناً الجُعْفيَّ، والنَّضْر بن شُميل، ورَوْح بن عُبادة، وعبد الصَّمد بن عبد الوارث، وعبد الرَّزَّاق، ويعقوب بن إبراهيم، [وعبد الله بن نمير،] وخارج الصَّحيح: عن سفيان بن عُيينة، ويحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الرَّحمن بن مهدي، ووكيع بن الجَرَّاح، وأبي أسامة.
          روى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازِيَّان(4)
          وروى عنه البخاريُّ في مواضع، في الحجِّ [خ¦1688] ، والزَّكاة [خ¦1407] ، وغير ذلك، وأوَّل ما ذُكر في باب حُسْن إسلام المرء، من كتاب الإيمان [خ¦42] .
          توفِّي بنَيْسابور يوم الاثنين، ودفن يوم الثُّلاثاء، لعشر خَلَوْن من جمادى الأُولى(5) سنة إحدى وخمسين ومئتين.
          تتمَّة:
          المَرْوَزِيُّ: بفتح الميم والواو، بينهما الرَّاء السَّاكنة، آخرها زاي، نسبة إلى مرو الشَّاهْجان، وإنَّما سمِّي بشَاهْجان؛ لأنَّ شاه بالعجميَّة: الملك، وجان هو الرُّوح، يعني: رُوح الملك، وذلك لحُسنها، واستقرار الملوك بها، [والعجم يقدِّمون المضاف إليه على المضاف في لغتهم،] وزيادة الزَّاي(6) من تغييرات النَّسب.
          وفُتحت سنة ثلاثين من الهجرة، على يد حاتِم بن النُّعمان الباهليِّ، نفَّذه عبد الله بن عامر من نَيْسابور إليها، وهو أمير خراسان، زمن عثمان.
          وقال ابن السَّمْعانيِّ(7) زيدت الزَّاي للفرق بين هذه النِّسبة، والنِّسبة إلى المَرْوِيِّ، وهي الثِّياب المشهورة بالعراق منسوبة إلى قرية بالكوفة.
          قلت: فعلى هذا ليس لك أن تقول: هلَّا زيدت الزَّاي هناك، لا هنا؟ ويحصُل الفرق. لأنَّك كنت تقول أيضاً: هلَّا جُعل(8) بالعكس. ويدور، على أنَّ الاختيار من المرجِّحات الدَّافعة للتحكُّم. فتأمَّل، فإنَّه يفيدك في(9) كثير من المباحث.
          وفي مَرْو سِكَّة تنسب إلى إسحاق هذا، فيقال: كوي إسحاق، وكوجه إسحاق، وكوي وكوجه: لفظان مترادفان بالعجميَّة، معناه: السِّكَّة.
          قال ابن السمعاني(10) وفوق دَرْب هذه السِّكَّة مسجدٌ كان يختصُّ به، ويصلِّي فيه.
          قال: وكثيراً ما كنت أقعد في هذا المسجد إذا مضيت إلى الإمام المَاخُوَانيِّ.


[1] قد ذكر الوجهين في هذا الاسم في شرح صحيح مسلم:13/ 61، و16/ 179.
[2] في غير (ن): (وروى).
[3] في (س): (راجعاً).
[4] في (ن) تصحيفاً: (الدارباز).
[5] في (ن) تصحيفاً: (الأول).
[6] في (ن) تصحيفاً: (الراء).
[7] الأنساب:5/266.
[8] في غير (ن): (جعلا).
[9] في (ن) تصحيفاً: (من).
[10] الأنساب:5/ 107.