غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إبراهيم بن سويد

          9 # إبراهيم بن سُوَيد _بضمِّ المهملة، وفتح الواو، وسكون المُثَنَّاة التَّحتانيَّة، آخرُها مُهْمَلة_ بن حَبَّان(1) _بفتح المهملة وشَدَّة المُوَحَّدة، آخرُها نون بعد ألف_ المَدَنِيُّ.
          ثقةٌ، قد يُغْرِب.
          حدَّث عن: عَمْرو بن أبي عَمْرو.
          وروى عنه: سعيدُ بن أبي مَرْيم.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة حديثاً واحداً في الحجِّ، في باب أمر النبيِّ صلعم بالسَّكِينة [خ¦1671] ، أيْ: عند الدَّفع من عَرَفة.
          قال ابن حجر(2) ولهذا المتن شواهد.
          ووثَّقه ابن مَعِين، وأبو زُرْعَة، نعم قال ابن حِبَّان في الثِّقَات(3) ربَّما أتى بمناكير.
          قلتُ: وأنت خبير _بما مضى نقلاً عن ابن حجر_ أنَّ الذي أخرج له البخاريُّ غير منكَر.
          وروى له أبو داودَ أيضاً.
          - فائدة جليلة:
          جميع ما ورد من صيغة «حبَّان» ينقسم قسمين _بفتح المهملة، وكسرها، وشدَّة الموحَّدة فيهما_ والضَّابط في معرفة الفرق بينهما أنَّ كلَّ مَن ينتسب إلى مُنْقِذ، مفتوح(4) المهملة، وكذلك ابن هلال، ومَنْ سواهما فهو مكسور، فمن الأوَّل: حَبَّان بن مُنقِذ، ذكره مالكٌ في الموطَّأ، وابن ابنه حَبَّان بن واسع بن حَبَّان بن مُنقِذ، ووهم الذَّهبيُّ في جعله مكسوراً، قاله العراقي(5) وكذلك حَبَّان بن هِلال الباهليُّ، كما سيجيء.
          وإذا رأيتَ حبان غير منسوب، فالضَّبط بالشُّيوخ، فإن نقل عن شُعبة، أو وُهَيب، أو هَمَّام(6) أو أَبَان، أو سُليمان بن المُغِيرة، أو أبي عَوَانة، فهو مفتوح؛ لأنَّه ابن هِلال.
          ومن سوى المذكور، فهو بالكسر، نحو: حِبَّان بن عَطِيَّة السُّلَمِيُّ، وهو في الصَّحيح، في قصَّة حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ [خ¦3081] ، ووهم من فَتَح، وكذلك حِبَّان بن موسى السُّلَمِيُّ المَرْوَزِيُّ، وهو في الصَّحيحين.
          و متى(7) رُوي حِبَّان غير منسوب عن ابن المبارك، فهو مكسور؛ لأنَّه ابن موسى، وكذلك حِبَّان بن العَرِقَة الذي رَمَى سَعْدَ بن مُعاذ بسهم، فأصاب أَكْحَلَه، فكان(8) فيه شهادته بعد أيام، كما سيأتي إن شاء الله، ووهم من قرأ بالجيم.
          مسألة:
          ممَّا(9) يشتبه بهاتين المادَّتين خَطًّا:
          حَيَّان، بفتح المهملة، وشَدَّة المثنَّاة التحتانيَّة، وليس يوجد كسر المهملة البتَّة؛ لئلَّا يَلْزم تَوالي الكَسْرات؛ لأنَّ الياء من الكسرتين، وهو بقيَّة ما في الكتب سوى مَنْ ذكرتُ، وكلُّ ما في الصَّحيح أبو حَيَّان كُنْيَةً، فهو بالمثنَّاة التحتانيَّة، فافهم، فإنَّه عَزيز.


[1] كذا في أصولنا، ولا يصح، قال ابن حجر في مقدمة الفتح ص211: حبان _بالكسر وباء موحدة مثقلة_ حِبَّان بن موسى وجد أحمد بن سنان بن حِبَّان، وهما من شيوخ البخاري.. وبفتح الحاء واسع بن حَبَّان وابن أخيه محمد بن يحيى بن حَبَّان بن هلال، ومن عدا هؤلاء بالياء المثناة من تحت، وقيده أبو علي الغسَّاني في (تقييد المهمل وتمييز المشكل) الورقة 45 من النسخة المصورة عن نسخة الأوقاف العراقية، قال: فحيان بالحاء والمعجمة باثنتين من تحت كثير، منهم: إبراهيم بن سويد بن حيان.
[2] مقدمة الفتح: ص388.
[3] 6/12.
[4] في غير (ن) و(ف): (فهو بفتح).
[5] شرح التبصرة والتذكرة للعراقي 2/236، ولم أجد فيه توهيمه للذهبي.
[6] في (ن): (وهمَّام).
[7] في غير (ن): (وحيثما).
[8] في غير (ن): (وكان).
[9] في (ن): (بما).