غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن منيع

          54 # أحمد بن مَنِيْع _بفتح الميم، وكسر النُّون، آخره مهملة_ بن عبد الرَّحمن، أبو جَعْفَر البَغَوِيُّ، بفتحتين.
          سكن بغداد.
          وسمع: مروان بن شُجَاع.
          روى البخاريُّ عنه بواسطة حُسين غير منسوب، في كتاب الطِّبِّ [خ¦5680] .
          وهو صدوق، وثَّقه النَّسائيُّ وغيره.
          قال أحمد: أنا أختم منذ أربعين سنةً، أو نحو ذلك، في كلِّ ثلاثة ختمة.
          مات يوم الأحد، لثلاث بقين من شوَّال، سنة ثلاث وأربعين ومئتين. قاله البخاريُّ(1)
          وقال ابن السَّمعانيِّ: سنة أربع وأربعين.
          وقال(2) أصله من بَغْشُور، بلدة من بلاد خراسان بين مَرْو وهَرَاة، يقال لها: بَغْ، وبَغْشُور، وكان بها جماعة من الأئمَّة والعلماء قديماً وحديثاً.
          قال: وهو جَدُّ أبي القاسم البَغَويِّ، يروي عن ابن المبارَك، وهُشَيم بن بُشَير، وجمَعَ المسندَ، وحدَّث، وسمع منه أبو عيسى محمَّد بن عيسى التِّرمذيُّ، وابن بنته أبو القاسم وغيرهما.
          وأبو القاسم اسمه: عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، ابن بنت أحمد بن مَنيع هذا، ولد ببغداد، ونشأ بها، وكان محدِّثَ العراق في عصره، عُمِّر طويلاً حتَّى رحل إليه النَّاس، وكتب عنه الأجداد والأحفاد والآباء والأولاد، كان ثقةً مكثراً فَهِماً عارفاً بالحديث، كان يُوَرِّق أوَّلاً، ثمَّ جمَع، وصنَّف المعجم الكبير للصَّحابة، وجمَع حديث عليِّ بن الجَعْد شيخِ البخاريِّ.
          سمع أحمد بن حنبل، وعليَّ بن المَدِينيِّ، وعليَّ بن الجَعْد، وخلف بن هشام، وأبا نصر(3) التَمَّار، وأبا بكر بن أبي شَيبةَ، وخَلقاً يطول ذِكرهم من شيوخ البخاريِّ ومسلم.
          روى عنه يحيى بن محمَّد بن صاعد، وعليُّ بن إسحاق المارْدَانيُّ، وأبو حاتم البُسْتِيُّ، وأبو بكر الإسماعيليُّ، والدَّارَقُطْنيُّ، وغيرهم.
          حُكي أنَّه اجتاز أبو القاسم هذا نهرَ طابق على باب مسجد، فسمع صوت مُسْتَمْلٍ، فقال: مَن هذا؟ فقيل: ابن صاعد. قال: ذاك(4) الصَّبيُّ؟ قالوا: نعم. قال: والله، لا أبرح من موضعي حتَّى أملي ههنا. فصعد الدَّكَّة، وجلس، ورآه أصحاب الحديث، فقاموا، وتركوا ابن صاعد، فقال: حدَّثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدِّثون، وحدَّثنا طالوت بن عَبَّاد قبل أن يولد المحدِّثون، وحدَّثنا أبو نصر التَمَّار قبل أن يولد المحدِّثون. فأملى ستَّة عشر حديثاً عن ستَّةَ عشر شيخاً، ما كان في الدُّنيا مَن يروي عنهم غيره.
          قال أبو الحسن الدَّارَقُطْني: / كان أبو القاسم قلَّ ما يتكلَّم على الحديث، وإذا(5) تكلَّم كان كلامه كالمسمار في السَّاج.
          ولد سنة ثلاث عشرة ومئتين.
          توفِّي ليلة الفطر، سنة سبع عشر وثلاث مئة.


[1] التاريخ الصَّغير:2/ 379.
[2] الأنساب:1/ 375.
[3] في (ن) تصحيفاً: (أبا نضر). وكذلك (أبا بكر بن أبي شيبة) تصحفت إلى (أبا بكر بن الماشية)
[4] في غير (ن): (ذلك).
[5] في غير (ن): (فإذا).