غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إسرائيل بن يونس السبيعي

          90 # إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعيُّ، [أخو عيسى بن يونس، أبو يوسف السَّبِيعيُّ](1) _بفتح المهملة_ الكوفيُّ.
          قال أحمد بن حنبل: كان شيخاً ثقة. وكان يتعجَّب من حفظه، وقال مرَّةً _هو وابن مَعين وأبو داود_: وكان أثبتَ من شَريك.
          قال يعقوب بن شَيبة: إسرائيل صالح الحديث، وفي حديثه لين. وقال مرَّةً: إسرائيل صدوق(2) وليس بالقويِّ(3) في الحديث، ولا بالسَّاقط.
          وقال أبو حاتم الرَّازيُّ: إسرائيل ثقة مُتقن(4) من أتقن أصحاب أبي إسحاق. يعني جدَّه.
          وقال أحمد مرَّةً: كان القَطَّان يحمل عليه في حال أبي يحيى القتَّات؛ روى عنه مناكير.
          وقال ابن مَعين: هو أثبت في أبي إسحاق من شَيبان.
          وقدَّمه فيه أبو نُعيم على أبي عَوانة، وقدَّمه أحمد فيه على أبيه يونس، وكذا قدَّمه أبوه على نفسه [فيه](5)
          وقال(6) ابن سعد: كان ثقة، وحدَّث عنه النَّاس(7) حديثاً كثيراً، ومنهم من يستضعفه.
          وقال حجَّاج(8) الأعور: قلنا لشُعبة: حدِّثنا عن أبي إسحاق. فقال: سلوا إسرائيل؛ فإنَّه أثبت فيها مِنِّي.
          وقال إسرائيل: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السُّورة من القرآن.
          قال ابن حجر(9) فهذا ما قيل فيه من الثَّناء، وبعد ثبوت ذلك واحتجاج(10) الشَّيخين به لا يحلُّ لمتأخِّر لا خِبرة له بحقيقة حال مَن تقدَّمه أن يُطلقَ على إسرائيل الضَّعف، ويردَّ الأحاديث الصَّحيحة التي يرويها دائماً لاستناده إلى كون القطَّان كان يَحْمل عليه من غير أن يعرف وجهَ الحَمْل، وقد يُجاب عن ذلك، والإمام أبو بكر بن أبي خَيْثَمة قد كشف عن ذلك، وأتى بما فيه الشِّفاء لمَن أنصف، قال ابن أبي خيثمة: قيل ليحيى بن مَعين: إنَّ إسرائيل روى عن أبي يحيى القتَّات(11) ثلاث مئة، وعن إبراهيم بن مُهاجر ثلاث مئة. يعني مناكير، فقال: لم يؤتَ منه.
          قال ابن حجر: فوجْه كلام ابن مَعين أنَّ كلام يحيى القطَّان محمول على أنَّه أنكر الأحاديثَ التي حدَّثه بها إسرائيل عن أبي يحيى، فظُنَّ أنَّ النَّكارة من قِبَله، إنَّما هي من قِبَل أبي يحيى، وأبو يحيى ضعَّفه الأئمَّة النُّقَّاد، فالحمل عليه أَولى من الحَمْل على من وثَّقوه. انتهى.
          قال الكَلَاباذيُّ(12) سمع جدَّه أبا إسحاق، وعاصماً الأحول، وأبا حَصِين، ومنصور بن المُعْتِمر، والأعمش.
          وخارجَ الصَّحيح: سِمَاك بن حَرْب، وإبراهيم بن المُهاجر.
          روى عنه: يحيى بن آدم، والنَّضْر بن شُميل، وشَبَابة، / وعُبيد الله بن موسى، ومحمَّد بن يوسف الفِرْيابيُّ، وعبد الله بن رجاء، وأبو نُعيم في سورة المائدة [خ¦4609] ، [ومالك بن إسماعيل] ، وخارجَ الصَّحيح: إسماعيلُ بن جعفر، ووكيع، وعبد الرَّحمن بن مهديٍّ.
          [نقل البخاريُّ عنه بالواسطة في مواضع] [خ¦126] [خ¦170] [خ¦399] [خ¦520] .
          ولد سنة مئة.
          وتوفِّي سنة ستِّين، أو ثنتين وستِّين ومئة.


[1] ما بين معقوفتين مكرر في (ن)
[2] في (ن): (ثقة).
[3] في غير (ن): (بقويٍّ).
[4] في (ن): (ثقة ثقة متقن)، والمثبت موافق لما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم:2/331.
[5] في غير (ن): (قدمه فيه على نفسه).
[6] في غير (ن): (قال).
[7] في (ن): (البخاري).
[8] في (ن) تصحيفاً: (ابن حجاج).
[9] مقدمة الفتح: ص389.
[10] في (ن): (في احتجاج).
[11] جاء في هامش (ه) ضبط القتات دون (س): قال ابن السَّمعانيِّ: القتَّات بفتح المعجمة وتشديد التاء الفوقية آخره تاء.
[12] الهداية والإرشاد:1/ 95.