غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إبراهيم بن يوسف السبيعي

          24 # إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السَّبِيْعيُّ _بفتح المهملة، وكسر الموحَّدة آخرها مهملة_ الهَمْدانيُّ الكوفيُّ.
          قال أبو حاتِم: حسن الحديث يُكتب حديثه. وقال ابن عَدِيٍّ: ليس بمنكر الحديث،
          وقال ابن المَدِينيِّ: ليس هو كأقوى ما يكون(1) قال ابن حجر(2) وهذا تضعيف يسير. وقال الجُوْزَجَانيُّ: ضعيف. قال ابن حجر: هذا الإطلاق مردود. قال النَّسائيُّ: ليس بالقوي(3)
          احتجَّ به الشَّيخان في أحاديثَ يسيرة، وروى له الباقون سوى ابن ماجه.
          سمع: أباه يوسف بن إسحاق.
          وسمع منه: إسحاق بن منصور السَّلُوليُّ، ومحمَّد بن العَلَاء، وشُريح بن مَسْلَمة.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع من الصَّحيح، أوَّلُها في باب إذا أُلقي على ظهر المصلِّي قَذًى(4) في آخر باب(5) الوضوء [خ¦240] ، وفي صفة النبيِّ صلعم [خ¦3549] ، وفي مناقب ابن مسعود [خ¦3763] ، وغير ذلك.
          مات سنة ثمان وتسعين ومئة، قبل أبيه يوسف، ومات إسحاق قبل أبيه أبي إسحاق.
          - تتمة:
          ينسب إلى هذه المادة: السَّبِيْعِيُّ، كما ضبطناه، والسَّبْعِيُّ: بفتح المهملة، وسكون الموحَّدة، (والسُّبْعِيُّ: بضمِّ المهملة، وسكون الموحَّدة).
          فالأوَّل: منسوب إلى سَبِيع، بطن من هَمْدان، وهو سَبيع بن صَعْب بن معاوية، وقيل: سَبيع بن سَبع بن معاوية، وقال ابن السَّمْعانيِّ(6) وبالكوفة أيضاً مَحلَّة معروفة يقال لها: السَّبيع؛ لنزول هذه القبيلة بها، وبها مسجد أبي إسحاق (السَّبيعيِّ) التَّابعيِّ جدِّ إبراهيم [هذا] .
          (قال): والسَّبْعِيُّ _بالفتح_ منسوب إلى السَّبْعِيَّة، وهم طائفة من الفِرَق، يقولون: الأشياء العُلْويَّة والسُّفْليَّة كلُّها سبعة، وعدُّوا وقالوا: السَّموات سبع، والأرضون سبع، والكواكب سبعة، والأقاليم سبعة، والبحار سبعة، والجزائر سبع، والألوان سبعة، والطُّعوم سبعة، والأعضاء الظَّاهرة لبني آدم سبعة، والباطنة سبعة، وتركيب الآدميِّ من سبعة: من المُخِّ، والعَظْم، واللَّحم، والدَّم، والعَرَق، والجِلْد، والشَّعر، ومنافذ رأسه سبعة، (والطَّواف سبعة، والجِمَار سبعة، وطول الآدميِّ سبعة أشبار، وعرضه سبعة أشبار، والأشبار سبعة) عقود، والمثاني سبع، وركِّب الآدميُّ من سبع: ثلاثة عقود(7) وأربع فواصل، ولا إله إلَّا الله سبعة مقاطع، ولا إله إلَّا الله محمَّد رسول الله سبع كلمات، وبسم الله سبعة حروف، وتكبيرات العيد سبعة، والأنبياء سبعة: آدم، ونوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمَّد، (والقائم). والأوصياء سبعة: شيث، / سام، إسماعيل، يُوشَع، شَمْعون، عليٌّ، القائم. وأئمَّة(8) الخلفاء سبعة: عليٌّ المرتضى، حسن المجتبى، الحسين شهيد كربلاء، عليٌّ زين العابدين، محمَّد باقر العلوم، جعفر الصَّادق، موسى الكاظم. الأعداد التَّامَّة سبعة، ولهذا إذا انضمَّ إليها الثَّامن ضُمَّ إليها الواو، وتسمَّى واو الثَّمان، كقوله تعالى: { سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [الكهف:22] بالواو في الثَّامن، وقال الله تعالى في صفة الجنَّة: { حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [الزمر:73] أدخل الواو؛ لأنَّ أبواب الجنَّة ثمانية، ولذا قال في أبواب جهنَّم: { إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [الزمر:71] بلا واو؛ لأنَّ(9) أبوابها سبعة.
          قلت: لله الحمد، فإنَّ جعلَ أبواب الجنَّة زيادة على أبواب جهنَّم علامة ظاهرة في غلبة رحمة الله على غضبه، كيف، وقد قال صلعم: «قال الله تعالى: سَبَقت رحمتي غضبي، يا أمَّة محمَّد! أعطيتكم قبل أن تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني، من لقيني منكم لا يشرك بي أدخلته الجنَّة، ولا أبالي»(10) فتأمَّل.
          قال ابن السَّمْعانيِّ(11) ويعدُّون من هذه الأشياء أشياء كثيرة، ويمثِّلون(12) أيضاً بقوله تعالى: { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ } [التوبة:112] فدخل الواو على الثَّامنة، وقوله تعالى: { مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا } [التحريم:5] أدخل الواو على (أبكاراً) لكونه ثامناً، وقوله: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } [الحاقة:7] . انتهى.
          قلت: قبَّحهم الله تعالى، فلو عدُّوا الثَّلاث والرُّباع إلى غير ذلك من عقود العدد من المخلوقات، والآيات المنزلات، لرأوا مثل هذا أمثالاً.
          وأمَّا السُّبْعِيُّ _بالضمِّ_ فأناس نُسبوا إلى ذلك لمعانٍ مختلفة، منهم:
          بَكْر بن أبي بكر النَّيْسَابُوريُّ السُّبْعِيُّ الصُّوفيُّ، وسئل عن سبب هذه النِّسبة، فقال: جَدَّة لنا أوصت بسُبْع مالها، فبها سُمِّيت السُّبْعيَّة.
          وأمَّا عليُّ بن محمَّد السُّبْعِيُّ، فكان له جَدَّة وقفت سُبع عقارها، فعُرفت بذلك.
          وأمَّا سَهْل بن إبراهيم السُّبْعيُّ المَسْجِدِيُّ، فإنَّما نسب(13) بذلك؛ لأنَّ والده كان يقرأ كلَّ يوم سُبعاً من القرآن في مسجد المُطَرِّز.
          وأمَّا طَلْحة السُّبْعيُّ الصُّوفيُّ الدِّمشقيُّ، فمنسوب إلى قراءة السُّبْع بمسجد دمشق(14)


[1] العبارة في (ن): (ليس بالقوي ما يكون) والمثبت من غيرها.
[2] مقدمة الفتح: ص388. ولكن فيه (نسبي) بدل (يسير)
[3] العبارة في (ن): (وقال النساء ليس بالقول أصح إلا ما رواه الشيخان).
[4] في غير (ن): (قذر).
[5] هكذا في الأصول كلها والصواب (كتاب)
[6] الأنساب 3/218.
[7] في (ن) تصحيفاً: (ثلاث عقول).
[8] في (ن): (أئمة).
[9] في (ن): (ولأنَّ).
[10] أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصَّحابة:4/1984= (4980)، والثَّعلبيُّ في تفسيره:7/ 252.
[11] الأنساب:3/217.
[12] في (ن): (ويتلون).
[13] في غير (ن): (سمِّي).
[14] الأنساب للسَّمعانيِّ 3/216، وقد اضطربت مادَّة (سبع) في غير (ن).