غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إسماعيل بن إبراهيم بن سهم الأسدي

          95 # إسماعيل بن إبراهيم بن سَهْم(1) الأَسَديُّ، أبو بِشْر المشهور بابن عُلَيَّةَ، بضمِّ المهملة، وفتح(2) اللَّام، وشدَّة المثنَّاة التَّحتيَّة.
          وعُلَيَّة بنت حسَّان أمُّه، واشتهر بالنِّسبة إليها لجلالتها ورفعة شأنها، فإنَّ أباه كان تاجراً من أهل الكوفة، فنزل البصرة وتزوَّج بها، فأنجبت له هذا(3) الولد العظيم القدر، وهي مولاة لبني شيبان.
          وأبوه أَسَديٌّ، مولى لهم.
          بصريٌّ، وكان إسماعيل يكره أن ينسب إليها، لكن يجوز للتَّعريف.
          اتَّفقوا على جلالته وديانته وصيانته.
          قال شُعْبة: ابن عُلَيَّة رَيحانة الفقهاء، وفي رواية: سيِّد المحدِّثين.
          وليَ صدقات البصرة، ورفع المظالم ببغداد، في آخر خلافة هارون الرَّشيد.
          سمع من: أيُّوب، وعبد العزيز بن صُهَيب، ورَوْح بن القاسم، وعليِّ بن المبارك، وعوف بن أبي جَميلة، وأبي حيَّان يحيى(4)
          سمع(5) منه: عليُّ بن المَدِيني، وصَدَقة بن الفَضْل، وقُتيبة بن سَعيد.
          قلت: ومُسدَّدٌ أيضاً، ومؤمِّل بن هشام(6) وسيأتي (في) ترجمة ابن المبارك أبيات تتعلَّق بابن عُلَيَّة.
          روى عنه البخاريُّ في مواضع، أوَّلها: في باب حُب الرَّسول، من كتاب الإيمان [خ¦15] .
          قال عَمرو بن زُرَارة: صحبت(7) ابنَ عُلَيَّة أربع عشرة سنة فما رأيته ضحك فيها، وصحبته سبع(8) سنين فما رأيته تبسَّم.
          ولد سنةَ مات فيها الحسنُ البصريُّ، ومحمَّد بن سِيرين، سنة عشر ومئة.
          وتوفِّي ببغداد، سنة ثلاث أو أربع وتسعين أو وثمانين ومئة، / يوم الثُّلاثاء، لثلاث(9) عشرة خلت من ذي القعدة.
          قال الكِرْمانيُّ(10) وحدَّث عنه ابن جُريج(11) ودُفن في مقابر عبد الله بن مالك.
          وما كان له كتاب قطُّ، وكانوا يقولون: إنه يَعُدُّ الحروف عَدًّا. كانوا يقدِّمونه على هُشَيم، ووُهَيب، وكان حمَّاد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثَّقفيُّ، ووُهيب، (وكان يَفْرَق من ابن عُلَيَّة، إذا خالفه).
          قال غُنْدَر: نشأتُ في الحديث يوم نشأتُ، وليس أحد يقدَّم في الحديث على إسماعيل ابن عُلَيَّة.
          وإليه المنتهى في الثَّبَت بالبصرة(12)
          وكان ثقة مأموناً صدوقاً مسلماً ورعاً تقيًّا، قاله(13) ابن مَعين.
          وكانت أمُّه نبيلةً عاقلةً، من وجوه أهل البصرة وفقهائها، يدخلون عليها فتبرز لهم وتُسَائلهم، وولدت لإبراهيم بعد إسماعيل رِبْعِيَّ بن إبراهيم.
          وحدث عن إسماعيل: موسى بن سَهْل الوَشَّاء، وابنُ(14) جُريج، وبين وفاتَيهما مئة وتسع وعشرون سنة، وقيل: سبع.
          وحدَّث عن ابن عُلَيَّة: إبراهيمُ بن طَهْمان، وبين وفاته ووفاة الوَشَّاء مئةٌ وعشر سنين.
          وحدَّث عن ابن عُلَية: شُعبةُ، وبين وفاته ووفاة الوَشَّاء مئةٌ وثماني عشرة(15) سنة.
          وحدَّث عن ابن عُلَية: عبدُ الله بن وَهْب، وبين وفاته ووفاة الوَشَّاء إحدى(16) وثمانون سنة.
          وله ذِكرٌ في ترجمة عبد الله بن المبارك.


[1] في غير (ن) تصحيفاً: (سهل).
[2] في (ن): (ففتح).
[3] في (ن) و(ه): (بهذا) والمثبت من (س).
[4] في (ن) تصحيفاً: (ويحيى).
[5] في غير (ن): (وسمع).
[6] في (ن) تصحيفاً: (هاشم).
[7] في (ن) تصحيفاً: (ما صحبت) وجاء فيها (أربعة عشر سنة) والمثبت من غيرها.
[8] في غير (ن): (تسع).
[9] سقطت (لثلاث) من (س).
[10] شرح البخاريِّ:1/ 98.
[11] في (ن) تصحيفاً: (ابن جرير).
[12] سقطت (بالبصرة) من (س).
[13] في (ن): (ما قاله).
[14] في (ن) تصحيفاً: (وبين).
[15] في النسخ كلها: (ثمانية عشر).
[16] في النسخ جميعها: (واحدٌ).