غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

أحمد بن سعيد المروزي الرباطي

          34 # أحمد بن سَعيد _بفتح المهملة، ضدُّ الشَّقيِّ_ بن إبراهيم أبو عبد الله المَرْوَزيُّ المعروف بالرِّباطِيِّ، بكسر الرَّاء بعدها موحَّدة آخرها مهملة، منسوب إلى موضع يربط فيه الخيل للجهاد.
          قال ابن السَّمعانيِّ(1) لأنَّهم (إذا) نزلوا في ثَغْر، وأقاموا في وجه (العدو) دفعاً لكيدهم، وفتكهم بالمسلمين، قالوا لذلك الموضع: رِبَاط، قال الله تعالى: { وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } [الأنفال:60] /
          قال أبو عليٍّ الغَسَّانيُّ: عُرف أحمدُ بنُ سعيد بالرِّباطي؛ لأنَّه كان تولَّى على الرِّباط. قال ابن السَّمعانيِّ(2) ولعلَّه تولَّى عِمَارة الرِّباط؛ حتى لا تَضيع(3) الأوقاف التي لها.
          قال أحمد بن سعيد: قَدِمْتُ على أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليَّ، فقلت له: يا أبا عبد الله، إنَّه يُكتب عنِّي بخراسان، وإن عاملتني بهذه المعاملة رمَوا بحديثي. فقال: [يا] أحمد لا بدَّ يوم القيامة من أن يقال: أين عبد الله بن طاهر(4) _يعني أميرَ خُرَاسان_ وأتباعه؟ انظُر أنَّى(5) تكونَ أنتَ منه. قال: قلت: يا أبا عبد الله! إنَّما ولَّاني أمر الرِّباط، لذلك دخلت فيه. فجعل يكرِّر (عليَّ) كلامه.
          سمع: إسحاق بن منصور السَّلُوليَّ، ووَهْب بن جَرير، ووَكِيع بن الجَرَّاح، وعبُيد الله بن موسى، وسعيد بن عامر، وعبد الرَّزَّاق بن هَمَّام.
          روى عنه: البخاريُّ بلا واسطة في مواضع، في كتاب الأنبياء [خ¦3362] ، وعِدَّة أصحاب بدر(6) [خ¦3970] ، وصفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3549] .
          قال ابن السَّمْعانيِّ(7) وروى عنه مسلم في صحيحه، والحسين بن محمد القَبَّانيُّ، ومحمَّد بن إسحاق بن خُزَيمة، وغيرهم، وكان ثقة فاضلاً فَهِماً عالماً صدوقاً، له رحِلة، مات سنة رَجْفة قُومِس سنة ثلاث وأربعين ومئتين، ووثَّقه النَّسائيُّ. انتهى كلام ابن السَّمْعانيِّ.
          وقال الكَلَاباذِيُّ(8) سُئل ابن أحمد بن سعيد: في أيِّ سنة مات أبوك؟ قال: يوم عاشوراء، أو النِّصف من المحرَّم سنة ستٍّ وأربعين ومئتين، وكانت الرَّجْفة سنة خمس وأربعين.


[1] الأنساب:3/ 39.
[2] الأنساب:3/ 40.
[3] في (ن) تصحيفاً: (يضبع).
[4] في (ن) تصحيفاً: (ظاهر).
[5] في غير (ن): (أن) وفي (ن): (يكون) بدل (تكون).
[6] هو في باب قتل أبي جهل لا باب عدة أصحاب وهذا إما ذهول من المصنف أو لاختلاف نسخ الصحيح، على أني لم أجد من نص من شراح الصحيح على الاختلاف هنا.
[7] الأنساب:3/ 40.
[8] الهداية والإرشاد:1/ 31.