غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

إسماعيل بن إبراهيم بن معمر

          96 # إسماعيل بن إِبراهيم بن مَعْمَر، أبو مَعْمَر الهُذَليُّ، بضمِّ الهاء وفتح المعجمة، الهَرَوِيُّ.
          سكن بغداد، في محلَّة قَطيعة الرَّبيع، فلذا سمِّي بالقَطِيْعِيِّ، بفتح القاف، وكسر الطَّاء، في آخرها المهملة، وهو موضع اقتطعه الرَّبيع في أيَّام المنصور. قاله(1) ابن السَّمعانيِّ(2)
          هو ثقة، وجدُّه(3) مَعْمَر بن الحسن أيضاً، لكن غمزه أحمد؛ لأنَّه أجاب في المحنة، ووثَّقهُ(4) ابن سعد وابن قانع وأبو يَعْلى.
          وقال ابن مَعين: ثقة مأمون.
          وجاء عن جعفر الطَّيَالِسيِّ، عن يحيى بن مَعين: أنَّه أخطأ في حديث كثير. واستنكر الخطيب صحَّة ذلك عن يحيى. قال ابن حجر(5) ولا يصحُّ عنه إن شاء الله تعالى.
          روى عنه الشَّيخان، وأبو داود، والنَّسائيُّ.
          وسئل يحيى بن مَعِين عنه فقال: مثل أبي مَعْمَر لا يُسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام، ثقة مأمون.
          لكن قال جَعفر الطَّيالسيُّ: ذَكر يحيى أبا مَعْمر، فقال: لا صلَّى الله عليه؛ ذَهَب إلى الرَّقَّة، فحدَّث بخمسة آلاف حديث، أخطأ في ثلاثة آلاف. فما حدَّث أبو مَعْمَر حتَّى مات ابنُ مَعين.
          قال الخطيب(6) وفي هذا القول نظر؛ لأنَّه لو كان صحيحاً، لدوَّن أصحابُ الحديث ما غلط فيه لفحشه، ولم يَغْفُلوا عنه، كما دوَّنوا ما أخلَّ(7) فيه شُعبة ومَعْمَر ومالك وغيرهم، مع قِلَّته في اتِّساع رواياتهم، والأشبه ما قال أحمد بن عليٍّ(8) إنَّ أبا مَعْمَر حدَّث بالموصل بنحو ألفي حديث حفظاً، فلمَّا رجع كتب إليهم بالصَّحيح من أحاديث كان أخطأ فيها، نحو ثلاثين أو أربعين.
          قال محمَّد بن سعد: وهو (من أَنْفُس هُذَيل)، صاحب سُنَّة وفضل وخير، ثقة [فضل] ثبت.
          حدَّث عن: هُشيم، وغيره.
          روى عنه البخاريُّ، عن محمَّد بن عبد الرَّحيم البزَّار، في صفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3604](9) وغير موضع. قاله الكَلَاباذيُّ(10)
          مات يوم الاثنين، للنِّصف من جمادى الأُولى(11) سنة ستٍّ وثلاثين ومئتين.


[1] في النسخ جيمعها: (قال) والمثبت أليق بالسياق.
[2] الأنساب:4/528.
[3] في (ن) تصحيفاً: (وحده).
[4] في (ن) تصحيفاً: (ووقفه).
[5] مقدمة الفتح: ص390.
[6] تاريخ مدينة السَّلام:7/ 252.
[7] في غير (ن): (أخطأ).
[8] هو الإمام أبو يَعلَى الموصليُّ.
[9] هو في باب علامات النبوة من كتاب المناقب.
[10] في (ن): (قال الكلاباذي) وينظر الهداية والإرشاد:1/65، سمع أبا أسامة حماد بن أسامة.
[11] في (ن): (الأول).