إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قرني ثم الذين يلونهم

          6658- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ) بسكون العين، أبو محمَّد الطلحيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ) بفتح المعجمة، ابن عبد الرَّحمن النَّحويُّ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَبِيدَةَ) بفتح العين وكسر الموحدة، السَّلمانيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلعم ) بضم السين وكسر الهمز، ولم يُعيَّن السَّائل (أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ:) أهل (قَرْنِي) الَّذين أنا فيهم(1) (ثُمَّ) أهل القرن (الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ) أهل القرن (الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) مرَّتين (ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ / تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ) برفع «شهادةُ» على الفاعليَّة (يَمِينَهُ) نصب على المفعوليَّة (وَ) تسبق (يَمِينُهُ) رفعٌ (شَهَادَتَهُ) نَصبٌ. قال القاضي البيضاويُّ: أي: يحرصون على الشَّهادات مشغوفين بترويجهَا يحلفون على ما يشهدونَ به، فتارةً يحلفون قبل أن يأتوا بالشَّهادة وتارةً يعكسون، ويحتملُ أن يكون مثلًا في سرعة الشَّهادة واليمين، وحرصِ الرَّجل عليهما، والتَّسرُّع(2) فيهما حتَّى لا يدرِي بأيِّهما يبتدِئ، وكأنَّهما يتسابقان لقلَّة‼ مبالاتهِ بالدِّين. وقال الطَّحاويُّ: أي: يكثرون الأيمان في كلِّ شيءٍ حتى يصيرَ لهم عادة، فيحلفُ أحدُهم حيث لا يُراد منه اليمين، ومِنْ(3) قبل أن يستحلفَ، وقال بعضُهم: أي: يحلفُ على تصديقِ شهادتهِ. وقال النَّوويُّ: واحتجَّ به المالكيَّة في ردِّ شهادةِ من حلفَ معها، والجمهورُ(4) على أنَّها لا تُرَدُّ.
          والحديث مضى في «الشَّهادات» [خ¦2652] و«الرِّقاق» [خ¦6428](5).
          (قَالَ إِبْرَاهِيمُ) النَّخعيُّ _بالسَّند السَّابق_: (وَكَانَ أَصْحَابُنَا) أي: مشايخنا (يَنْهَوْنَا) ولأبي ذرٍّ: ”يَنْهوننا“ بنونين بعد الواو (وَنَحْنُ غِلْمَانٌ) وفي «الفضائل»: و«نحن صغارٌ» [خ¦3651] (أَنْ نَحْلِفَ بِالشَّهَادَةِ وَالعَهْدِ) أي: على(6) أن يقول أحدُنا: أشهدُ بالله، أو عليَّ عهد الله، ما كان كذَا حتَّى لا يكونَ ذلك لهم(7) عادةً، فيحلفون في كلِّ ما يصلحُ وما لا يصلحُ.


[1] في (ع): «منهم».
[2] في (ع): «التسارع».
[3] في (ع) و(د): «من».
[4] في (ع): «الحديث».
[5] قوله: «والحديث مضى في الشَّهادات والرقاق»، وقع في (ص): بعد لفظ «وما لا يصلح» الآتي.
[6] في (ب) و(س): «عن».
[7] في (د): «لهم ذلك».