إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: مستريح ومستراح منه المؤمن يستريح

          6513- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مسرهد قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريِّ (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ) أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (ابْنُ كَعْبٍ) هو معبدُ بن كعب بنِ مالكٍ (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) الحارثِ بن ربعيٍّ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ) لَمَّا مُرَّ عليه بجنازةٍ: (مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ) أي: من نصب‼ الدُّنيا(1) كما مرَّ [خ¦6512] وقد أورده مختصرًا لم يذكرِ السُّؤال والجواب.
          فإن قلتَ: ما وجه مناسبة هذا الحديث وسابقه للتَّرجمة؟
          أُجيب بأنَّ الميِّت لا يعدو أحدَ القسمين: إمَّا مُستريحٌ أو مُستَراحٌ منه، وكلٌّ منهما يجوزُ أن يشدَّد عليه عند الموت وأن يُخفَّف، والأوَّل هو الَّذي يَحصل له سكراتُ الموت، ولا يتعلَّق ذلك بتقواه ولا فُجوره، بل إن كان متَّقيًا ازدادَ ثوابًا، وإلَّا فيكفَّر عنه بقدرِ ذلك، ثمَّ يستريحُ من أذى الدُّنيا الَّذي هو خاتمته.
          تنبيهٌ: وقع هنا في رواية أبي ذرٍّ عن شيوخهِ الثَّلاثة الحَمُّويي والمُستملي والكُشميهنيِّ: ”يحيى“ وهو: ابنُ سعيد، عن عبد ربِّه بن سعيدٍ، وفي مسلم: عن يحيى بنِ عبد الله بنِ سعيد بنِ أبي هندٍ.
          قال الغسَّانيُّ: «عبد ربِّه بن سعيدٍ» وهمٌ، والصَّواب المحفوظ: عبدُ الله، وكذا رواه ابنُ السَّكن عن الفَـِرَبْريِّ، فقال في روايته: ”عبد الله بن سعيدٍ“(2) هو: ابنُ أبي هندٍ، والحديثُ محفوظٌ له لا لعبد ربِّه. قاله في «الفتح» وقال: إنَّ التَّصريح بابن أبي هندٍ لم يقعْ في شيءٍ من نسخ البخاريِّ / ، والله الموفِّق.


[1] «الدنيا»: ليست في (د).
[2] قوله: «ابن أبي هند... عبد الله بن سعيد»: ليس في (د).