إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين

          6504- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ، وزاد غير أبي ذرٍّ: ”هُوَ الجُعْفِيُّ“ _بضم الجيم وسكون العين المهملة_ قال: (حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ) بفتح الجيم، ابن حازمٍ الأزديُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاجٍ (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامة (وَأَبِي التَّيَّاحِ) بفتح الفوقية والتحتية المشددتين وبعد الألف حاء مهملة، يزيد(1) من الزِّيادة، الضَّبُعِيِّ _بالضاد المعجمة المفتوحة وضم الموحدة بعدها مهملة مكسورة_ كلاهما (عَنْ أَنَسٍ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: بُعِثْتُ وَالسَّاعَةَ) أي: معها، ولأبي ذرٍّ: ”أنا والسَّاعة“ (كَهَاتَيْنِ) و(2)في مسلمٍ من طريق خالد بن الحارث، عن شُعبة: «هكذا، وقَرَن شُعبة المُسبِّحة والوسطى». ولمسلمٍ أيضًا من طريق غندرٍ عن شُعبة، عن قتادة، قال شُعبة: وسمعت قتادةَ يقول في قَصصهِ: كفضلِ إحداهما‼ على الأخرى، فلا أدري أَذكره عن أنسٍ، أو قاله قتادة، أي: من قِبل نفسه. قال القاضِي البيضاويُّ: معنى الحديث: أنَّ نسبةَ تقدُّم بعثته صلعم على قيام / السَّاعة كنسبةِ فضلِ إحدى الإصبعين على الأُخرى.
          وقال التُّوربشتيُّ: ويحتمل وجهًا آخر، وهو: أن يكون المراد منه: ارتباط دعوتهِ بالسَّاعة لا تفترق إحداهما عن الأُخرى، كما أنَّ السَّبَّابة لا تفترقُ عن الوسطى، وقال الطِّيبيُّ: قوله: «كفضلِ إحداهما» بدل من قوله: «كهاتين»، وموضِّحٌ له، وهو يؤيِّد الوجه الأوَّل، والرَّفع على العطف، والمعنى: بعثتُ أنا والسَّاعةُ بعثًا مُتفاضِلًا مِثلَ فضلِ إحداهما على الأُخرى، ومعنى النَّصب لا يستقيمُ على هذا(3). انتهى.
          وهذا الحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «الفتن».


[1] في (د) زيادة: «ابن يزيد».
[2] في (ع) زيادة: «هما».
[3] في (ص) زيادة: «المعنى».