إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بعثت أنا والساعة هكذا

          6503- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) هو سعيدُ بن محمَّد بنِ الحكم بنِ أبي مريم قال: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ) بفتح الغين المعجمة والمهملة، محمَّد بن مُطرِّفٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ) بالحاء والزاي، سلمة بن دينارٍ (عَنْ سَهْلٍ) هو ابنُ سعدٍ السَّاعديِّ الأنصاريِّ، أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : بُعِثْتُ) بضم الموحدة (أَنَا وَالسَّاعَةُ) بالرفع في الفرعِ كأصله. قال القاضِي عياضٌ: عطف على الضَّمير المجهول في «بُعثت». وقال أبو البقاء العكبريُّ في إعرابِ «المسند»: بالنَّصب، والواو بِمَعْنَى «مع». قال: ولو قُرئ بالرَّفع لفسدَ المعنى؛ لأنَّه لا يُقال: بُعِثَتِ السَّاعةُ، ولا هو في موضعِ المرفوع؛ لأنَّها لم توجد بَعْدُ، وأُجيب بأنَّها نُزِّلَتْ منزلة الموجودة مبالغةً في تحقُّق مجيئها، وأجازَ غيره الوجهين، بل جزمَ القاضي عياضٌ بأنَّ الرَّفع أحسن لِمَا مرَّ، والمعنى: بعثتُ ويوم القيامة (هَكَذَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”كهاتين“ (وَيُشِيرُ) صلعم (بِإِصْبَعَيْهِ) السَّبَّابة والوسطى (فَيَمُدُّ بِهِمَا) ليُميِّزهما عن سائرِ الأصابع، ولأبي ذرٍّ: ”فيَمُدُّهما“ بإسقاط الموحَّدة، وفي رواية سفيان، عن أبي حازمٍ _في «اللِّعان» [خ¦5301]_: «وقرنَ(1) بين إصبعيهِ السَّبَّابة والوسطى». وفي روايةِ أبي ضمرةَ، عن أبي حازمٍ _عند ابن جريرٍ_: «وضمَّ بين إصبعيهِ الوسطى والَّتي تلي الإبهام»، وقال: «مَا مثلِي ومثلُ السَّاعةِ إلَّا كفرسَي رهانٍ» وعند أحمد والطَّبرانيِّ بسندٍ حسنٍ في حديث بُريدة: «بعثتُ أنا والسَّاعةُ إنْ كادَت لتسبقَني».


[1] في (د): «وفرق».