إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين في حب الدنيا

          6420- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ) الأمويُّ _نزلَ مكَّة_ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”أَخْبرنا“ (يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ(1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: لَا يَزَالُ قَلْبُ) المرءِ (الكَبِيرِ) أي: الشَّيخ (شَابًّا) قويًّا (فِي اثْنَتَيْنِ) أي: خصلتين (فِي حُبِّ الدُّنْيَا) المال (وَ) محبَّة (طُولِ الأَمَلِ) أي: العُمر، كما فُسِّرا(2) في الحديث السَّابق [خ¦6421]، وأشار إلى قوَّة استحكام حبِّه للمال، أو هو من باب المشاكلة والمطابقة. وقال في «المصابيح»: فيه إيهام الطِّباق بين الكبير والشَّابّ، والاستعارة في شابًّا، والتَّوشيع في قوله: «في اثنتين...» إلى آخره، إذ هو عبارةٌ عن أن يأتيَ في عجُزِ الكلام بمثنَّى مفسَّر بمعطوفٍ ومعطوفٍ عليه كقوله:
إِذَا أَبَو قَاسِمٍ جَادَتْ لَنَا يَدُهُ                     لَمْ يحْمَدِ الأَجْوَدَانِ البَحْرُ وَالمَطَرُ
والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «الزَّكاة»، والنَّسائيُّ في «الرَّقائق».
          (قَالَ(3) اللَّيْثُ) ولأبي ذرٍّ: ”قال ليثُ بن سعدٍ الإمام“ ممَّا وصله الإسماعيليُّ من طريقِ أبي صالحٍ كاتب اللَّيث عنه (حَدَّثَنِي) بالإفراد (يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (وَ) قال (ابْنُ وَهْبٍ) عبد الله، ممَّا وصلهُ مسلمٌ عن حرملةَ عنه (عَنْ يُونُسَ) أيضًا (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَعِيدٌ) هو ابنُ المسيَّب (وَأَبُو سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوف، ولفظ الأوَّل كلفظ حديثِ الباب إلَّا أنَّه قال: «المالُ» بدل: «الدُّنيا» ولفظ الآخر: «قلبُ الشَّيخ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ: طولِ الحياة، وحبِّ المال» وأخرجهُ البيهقيُّ من وجهٍ آخر، عن أبي هُريرة، وزادَ في أوَّله: «إنَّ ابنَ آدمَ يضعفُ جسمُهُ، وينحُلُ لحمُهُ من الكِبَر، وقلبُه شابٌّ». انتهى.


[1] زيد في (ص) و(ل): «أنَّه قال».
[2] في (د): «فسر».
[3] في (د): «وقال».