إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بت في بيت ميمونة والنبي عندها

          6215- وبه قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) سعيد بن محمَّد بنِ الحكم بنِ أبي مريم قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) أي: ابنُ أبي كثير المدنيُّ (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد‼ (شَرِيكٌ) بفتح الشين المعجمة، ابنُ عبد الله بن أبي نمر(1) (عَنْ كُرَيْبٍ) بضم الكاف، ابنُ أبي مسلمٍ مولى ابن عبَّاس (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ(2) مَيْمُونَةَ) أمِّ المؤمنين خالتِهِ ♦ (وَالنَّبِيُّ / صلعم عِنْدَهَا) في نوبتها (فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ) بمدِّ الهمزة، ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ: ”الأخير“ بقصر الهمزة وزيادة تحتية بعد المعجمة (أَوْ بَعْضُهُ) شكٌّ من الرَّاوي (قَعَدَ) صلعم (فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَرَأَ) عشرَ آياتٍ من سورة آل عمران ({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ}) لأدلَّةٍ واضحةٍ على صانعٍ قديم عليمٍ حكيمٍ قادرٍ ({لِّأُوْلِي الألْبَابِ}[آل عمران:190]) لمن خلص عقلهُ عن الهوى خلوص اللُّب عن القشرِ، فيرى أنَّ العرضَ المحدث في الجواهر يدلُّ على حدوث الجواهرِ؛ لأنَّ جوهرًا ما لا يخلو عن عرضٍ حادث، وما لا يخلو عن الحادثِ فهو حادثٌ، ثمَّ حدوثها يدلُّ على محدِثها وذا قديم، وإلَّا لاحتاج إلى محدثٍ آخر إلى ما لا يتناهَى، وحسنُ صنعه يدلُّ على علمهِ، وإتقانهُ يدلُّ على حكمتهِ وبقاؤهُ يدلُّ على قدرتهِ. قال رسولُ الله صلعم : «ويلٌ لمن قرأهَا ولم يتفكَّر فيها» رواه [عبدُ بنُ حميدٍ وابنُ حبَّان](3) ويحكى أنَّ في بني إسرائيل من إذا عبد الله ثلاثين سنة أظلَّته سحابةٌ، فعبدها فتًى فلم تظلّه، فقالتْ له أمُّه: لعلَّ فرطةً فرطت(4) منك في مدَّتك. قال: ما أذكر. قالت: لعلك(5) نظرتَ مرَّة إلى السَّماء ولم تعتبرْ. قال: لعلَّ. قالت: فما أُتِيت إلَّا من ذاك.
          والحديثُ مرَّ في «أبوابِ الوترِ» [خ¦992] و«تفسير سورة آل(6) عمران» [خ¦4569].
          ومطابقته للتَّرجمة لا خفاءَ فيها، وسقط لأبي ذرٍّ «{وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}...» إلى آخره. وقال: بعد قولهِ: {وَالأَرْضِ}: ”الآيةَ“.


[1] في (د): «نمير».
[2] في (ع): «بتُّ عند خالتي».
[3] بدل ما بين معقوفين بياض في الأصول، وما فيهما مستدرك من هامش (ج) و(ل) و(ب).
[4] «فرطت»: ليست في (د) و(ع).
[5] «لعلك»: ليست في (د).
[6] في (د): «وتفسير هذه في آل».