إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: نعم هو في ضحضاح من نار

          6208- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح بن عبد الله اليشكريُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ) بن عُمير (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ) ☺ ، أنَّه (قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ) بفتح التحتية وضم الحاء المهملة وسكون الواو وبالطاء المهملة، يحفظُكَ ويرعاكَ (وَيَغْضَبُ لَكَ) لأجلكَ (قَالَ) صلعم : (نَعَمْ) نفعتهُ (هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ) بضادين معجمتين وحاءين مهملتين (مِنْ نَارٍ) موضعٌ قريبُ القعرِ خفيفُ العذابِ (لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) أي: في الطَّبق الَّذي في قعرِ جهنَّم، والنَّار سبعُ درَكاتٍ سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها متداركةٌ مُتَتابعةٌ بعضُها فوقَ بعض.
          وفي هذا الحديثِ أنَّه صلعم سمعَ تكنيةَ(1) أبي طالبٍ من العبَّاس فأقرَّه، وقد جوَّزوا ذكرَ الكافر بكُنيته إذا كان لا يُعرف إلَّا بها، كما في أبي طالبٍ، أو كان على سبيلِ التَّألُّف رجاءَ إسلامهم، أو تحصيلِ منفعةٍ منهم لا على سبيلِ التَّكريم، فإنَّا مأمورونَ بالإغلاظِ عليهم، وأمَّا ذكرُ أبي لهبٍ بالكُنْية دون اسمهِ عبد العزَّى فقيل: لاجتناب نسبتهِ إلى عبوديَّة الصَّنم، وقيل: للإشارة إلى أنَّه سيصلَى نارًا ذات لهبٍ.
          والحديثُ سبق في «ذكر أبي طالبٍ» [خ¦3883].


[1] في (د) و(ع): «بكنية».