إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام

          6201- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بن نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو: ابنُ أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ، أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ (أَنَّ عَائِشَةَ ♦ زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم ‼: يَا عَائِشَُ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ) بفتح الشين من عائش ويجوز ضمها، وبإسقاط هاء التأنيث على التَّرخيم، وهذا ونحوه يجوز ترخيمهُ مطلقًا ممَّا هو علمٌ كفاطمة، أو غير علمٍ كجارية زائدًا على ثلاثةِ أحرف، أو كان على ثلاثةٍ فقط كشاة تقول: يا فاطمُ، ويا جاري، ويا شا ومنه قوله: يا شا ادجُني(1) بحذف تاء التَّأنيث للتَّرخيم، وأمَّا ما ليس بمؤنَّث بالهاء فلا يُرَخم إلَّا بشرط أن يكون رباعيًّا فأكثر، وأن يكون علمًا وأن لا يكون مُركَّبًا تركيبَ إضافةٍ ولا إسناد، وذلك كعثمان وجعفر، فنقول: يا عثمُ ويا جعفُ فلا يُرَخَّم نحو زيد وقائم وقاعدٌ وعبد شمسٍ وشابَ قَرْناها، وما ركِّب تركيبَ مزجٍ فيُرخم بحذف عجزهِ، فنقول فيمن اسمه معد يكرب(2): يا معدي (قُلْتُ) ولأبي ذرٍّ: ”قالت“: (وَعَليهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ. قَالَتْ: وَهْوَ) صلعم (يَرَى مَا لَا نَرَى) ولأبي ذرٍّ: ”أرى“ بالهمز(3) بدل النون، والرُّؤية أمرٌ يخلقه الله في الرَّائي، فإن خلقها فيه رأى وإلَّا فلا، فلذا(4) اختصَّ بها صلعم في رؤية جبريلٍ حينئذٍ دون عائشة.
          والحديث مرَّ في «المناقب» [خ¦3768].


[1] في (ع): «ارحمي»، وفي (ص): «ارحمني».
[2] في (د): «معدي كرب».
[3] في (د): «بالهمزة».
[4] في (د): «ولذا».