إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا معاذ أفتان أنت؟

          6106- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ) الواسطيُّ، بفتح العين المهملة والموحدة المخففة، كما ذكره الحافظُ(1) الدَّارقطنيُّ، وابنُ مَاكولا، وأبو عليٍّ الغسانيُّ، والحافظ عبد الغنيِّ، روى عنه البخاريُّ هنا، وفي «كتاب الاعتصام»(2) [خ¦7281] قال: (أَخْبَرَنَا يَزِيدُ) من الزِّيادة، ابن هارون قال: (أَخْبَرَنَا سَلِيمٌ) بفتح السين المهملة وكسر اللام، ابن حبَّان الهُذليُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ) قال: (حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأنصاريُّ (أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ☺ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلعم ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ) بني سَلِمة (فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلَاةَ) الَّتي صلَّاها مع النَّبيِّ صلعم ، ولأبي ذرٍّ: ”صلاة“ وكانت صلاة العشاء، ولأبي داود والنَّسائيِّ: صلاة المغرب، لكن قال البيهقيُّ: رواية العشاء أصحُّ (فَقَرَأَ بِهِمُ البَقَرَةَ) ولمسلم: فافتتحَ سورة البقرة (قَالَ) جابرٌ: (فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ) هو: حزمُ بن أبي بن كعبٍ، كما عند أبي داود وابن حبَّان، وعند الخطيب: هو سَلْمُ(3) بن الحارث، ولابن الأثيرِ حرام(4) بن ملحان، أي: فخفف(5) (فَصَلَّى) منفردًا (صَلَاةً خَفِيفَةً) بأن يكون قطع الصَّلاة، أو قطعَ القدوة (فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقَالَ: إنَّه مُنَافِقٌ) قال ذلك متأوِّلًا ظانًّا أنَّ التَّارك للجماعة منافقٌ (فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلعم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا)‼ جمع ناضحٍ _بالضاد المعجمة والحاء المهملة_ / البعير الَّذي يسقى عليه (وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا البَارِحَةَ، فَقَرَأَ البَقَرَةَ فَتَجَوَّزْتُ) في صلاتي (فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ) قال(6) له ذلك (ثَلَاثًا) أي: منفرٌ عن الجماعة، والهمزة(7) للاستفهام الإنكاريِّ (اقْرَأْ) إذا كنتَ إمامًا ({وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}[الشمس:1] وَ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى:1] وَنَحْوهِمَا) من قصار المفصل.
          والحديثُ سبق في «الصَّلاة» في «باب إذا طوَّل الإمامُ وكان للرَّجل حاجةٌ فخرج» [خ¦700].


[1] «الحافظ»: ليست في (ع) و(ص).
[2] قوله: «روى عنه البخاري هنا وفي كتاب الاعتصام»: ليس في (ع) و(ص) و(د).
[3] في (د): «مسلم»، والصواب في اسمه سليم. قال في الفتح وقع عند ابن حزم في هذا الوجه أن اسمه سَلْم وكأنه تصحيف. وهو في الفتح (سليم).
[4] في (د): «حزام».
[5] في (د): «ملحان مخففة».
[6] في (د): «فقال».
[7] في (د): «والهمز».