إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر

          6100- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفصُ بن غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهرانَ (قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا) أبا وائل بن سلمةَ (يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ) بن مسعودٍ ☺ : (قَسَمَ النَّبِيُّ صلعم ) يوم حُنين (قِسْمَةً كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ) في غيرها من المغازي من تنفيل(1) المؤلَّفة (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ) اسمه: مُعَتِّبُ بن قُشيرٍ المنافق، كما قاله الواقديُّ: (وَاللهِ إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ) قال ابنُ مسعود: (قُلْتُ: أَمَّا أَنَا) بفتح الهمزة وتشديد الميم، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”أم“ بتخفيف الميم وحذف الألف بعدها (لأَقُولَنَّ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”أما“ بتخفيف الميم وإثبات الألف بعدها حرف تنبيه لأقولنَّ (لِلنَّبِيِّ صلعم ) مقالتهُ (فَأَتَيْتُهُ وَهْوَ فِي أَصْحَابِهِ فَسَارَرْتُهُ) بذلك (فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ) بذلك (ثُمَّ قَالَ) صلعم : (قَدْ أُوذِيَ مُوسَى) ◙ (بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) الَّذي قالهُ الرَّجل الأنصاريُّ (فَصَبَرَ) أشارَ(2) إلى قولهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا}[الأحزاب:69] والمرادُ براءتهُ عن مضمون القولِ ومؤدَّاه(3) وهو الأمر المعيبُ، وأذى موسى ◙ هو حديث المومسة الَّتي أَمرها قارونُ أن تزعُمَ أنَّ موسى ◙ راودهَا حتَّى كان ذلك سببَ هلاكِ قارون، أو لاتهامِهِم(4) إيَّاه بقتل هارون فأحياهُ الله تعالى فأخبرهُم ببراءة موسى، أو قولهِم: آدر.
          وهذا الحديثُ سبق في «أحاديثِ الأنبياء» [خ¦3405] ويأتي إن شاء الله تعالى في «الدَّعوات» [خ¦6336]، وأخرجه مسلمٌ في «الزَّكاة».


[1] في (ع) و(د): «تنفل».
[2] في (د): «إشارة».
[3] في (د): «وهو أذاه».
[4] في (ع) و(د): «اتهامهم».