إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن أشبه الناس دلا وسمتًا وهديًا برسول الله

          6097- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: بالإفراد (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) قال في «الفتح»: هو: ابنُ رَاهُوْيَه (قَالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة: (حَدَّثَكُمُ الأَعْمَشُ) سليمانُ بن مِهران الكوفيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا) أبا وائل (قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ) بن اليمانِ (يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ) ولأبي ذرٍّ زيادة: ”ناسٍ(1)“ (دَلًّا) بفتح الدال المهملة وتشديد اللام، حُسن الحركة في المشي والحديث وغيرهما (وَسَمْتًا) بفتح السين المهملة وسكون الميم، حسن النَّظر في أمر الدِّينِ (وَهَدْيًا) بفتح الهاء وسكون المهملة، وهو قريبٌ من معنى الدَّلِّ. قال الكِرْمانيُّ: وهما من السَّكينة والوقار في الهيئةِ والمنظرِ والشَّمائل (بِرَسُولِ اللهِ صلعم لَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ) عبدِ الله بن مسعودٍ، واللَّام في لابن مفتوحة تأكيدًا بعد التَّأكيد بإنَّ المكسورة الَّتي في أوَّل الحديث (مِنْ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ) أي: إلى بيتهِ فإذا رجع (لَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلَا) بهم إذ يجوزُ أن يكون انبساطهُ يزيدُ أو ينقصُ عن(2) هيئة رسول الله صلعم في أهله، ولم يذكر جواب أبي أسامة في آخر الحديث. وأُجيب بأنَّ السُّكوت عن الجواب قائمٌ مقام التَّصديق عند القرائنِ، وفي «مسند» إسحاق بن رَاهُوْيَه أنَّه قال في آخره: فأقرَّ به أبو أسامة، وقال: نعم.
          وحديثُ البابِ من أفراده.


[1] في (د): «الناس».
[2] في (ص): «على».