إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين

          6058- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفصُ بن غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بنُ مهران قال: (حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ) ذكوان السَّمَّان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي(1): ”من أشرِّ“ بزيادة الهمزة، بلفظ أفعل، وهي لغةٌ فصيحةٌ، وله عن الكُشميهنيِّ(2): ”من شرارِ“ بالجمع من غير همزٍ، وحملُ النَّاس على العموم أبلغُ في الذَّمِّ من حملهِ على من ذكر من الطَّائفتين المتضادَّتين خاصَّةً، وللإسماعيليِّ من طريق أبي(3) شهابٍ، عن الأعمش بلفظ: ”من شرِّ خلقِ الله“ (يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ(4) ذَا الوَجْهَيْنِ) بنصب «ذا» مفعول «تجد» (الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ) القوم (بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ) القوم (بِوَجْهٍ) ويُظْهر عند كلٍّ أنَّه منهم ومخالفٌ للآخرين مُبغضٌ لهم. وعند الإسماعيليِّ من طريق ابنِ نُمير عن الأعمش: ”الَّذي يأتي هؤلاءِ بحديثِ هؤلاءِ، وهؤلاء بحديثِ هؤلاء“ وإنَّما كان شرَّ النَّاس لأنَّ حاله حالُ المنافق(5)؛ إذ هو يتملَّق بالباطلِ ويُدخِلُ الفسادَ بين النَّاس. نعم، لو أتى كلَّ قومٍ بكلامٍ فيه صلاحٌ واعتذرَ عن كلِّ قومٍ للآخرين، ونقل ما أمكنَه من الجميلِ وستر القبيحِ كان محمودًا.
          والحديثُ أخرجهُ في «الأحكام» [خ¦7179].


[1] في (ع) و(د): «الكشميهنيّ».
[2] في (د) و(ع): «الحَمُّويي والمُستملي».
[3] في غير (ل): «ابن» وهو تصحيف، فهو أبو شهاب الحنَّاط.
[4] قوله: «عند الله»: ليس في (ع).
[5] في (د): «المنافقين».