إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت

          3773- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) أبو محمَّدٍ القرشيُّ الهَبَّاريُّ الكوفيُّ، من ولد هبَّار بن الأسود، واسمه: عبدُ الله، و«عبيدٌ» لقبٌ غلب عليه وعُرِف به، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد ابن أسامة‼ (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة التَّابعيِّ ابن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ ♦ : أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ) أختها (أَسْمَاءَ) بنت أبي بكرٍ (قِلَادَةً) بكسر القاف، قيل: كان ثمنها اثني عشر درهمًا (فَهَلَكَتْ) أي: ضاعت (فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا) وفي «التَّيمُّم» [خ¦336] «رجلًا»، وفُسِّر بأنَّه أُسيد بن حُضَيرٍ (فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ) لم أقف على تعيين هذه الصَّلاة (فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ) ولأبي ذرٍّ: ”رسول الله“ ( صلعم ؛ شَكَوْا ذَلِكَ) الذي وقع لهم من فقد الماء، وصلاتهم بغير وضوءٍ (إِلَيْهِ) صلعم (فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ) التي في سورة المائدة (فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ) بضمِّ الهمزة والحاء المهملة مُصغَّرين، الأنصاريُّ الأوسيُّ الأشهليُّ، وزاد في «التَّيمُّم» [خ¦336] / : «لعائشة ♦ »: (جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ؛ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا) من مضايقه وكربه، والكاف في الثَّلاثة مكسورةٌ على ما لا يخفى (وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ) كلِّهم (فِيهِ بَرَكَةً).
          وسبق هذا الحديث في «التَّيمُّم» [خ¦336].