إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن لكل أمة أمينًا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة

          3744- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، ابن بحرٍ الباهليُّ البصريُّ الفلَّاس الصَّيرفيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى) بن عبد الأعلى، البصريُّ السَّاميُّ _بالسِّين المهملة_ من بني سامة بن لؤيٍّ قال: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ) الحذَّاء (عَنْ أَبِي قِلَابَةَ) بكسر القاف والتَّخفيف، عبد الله الجرميِّ _بالجيم_ أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) ☺ ، وسقط لأبي ذرٍّ «ابن مالكٍ» (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ) أي: ثقةٌ رضًا، ولأبي ذرٍّ: ”إنَّ لكلِّ أمَّةٍ أمينًا“ (وَإِنَّ أَمِينَنَا _أَيَّتُهَا الأُمَّةُ_) قال القاضي عياضٌ: هو بالرَّفع على النِّداء، والأفصح أن يكون منصوبًا على الاختصاص، أي: أمَّتَنا مخصوصين من بين سائر(1) الأمم (أَبُو عُبَيْدَةَ ابْنُ الجَرَّاحِ) فالمراد: الاختصاص وإن كانت صورته صورة النِّداء، وهذه الصِّفة(2) وإن كانت مشتركةً بين أبي عبيدة وغيره من الصَّحابة؛ إذ كلٌّ أمينٌ بلا ريبٍ، لكنَّ السِّياق مُشْعِرٌ بأنَّ له مزيدًا في ذلك، فإذا خصَّ صلعم أحدًا من أجلَّاء الصَّحابة بفضيلةٍ وصفه بها أشعرَ بقدرٍ زائدٍ في ذلك على غيره؛ كوصفه عثمان ╩ بالحياء.
          وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في «الفضائل»، والنَّسائيُّ في «المناقب».


[1] «سائر»: ليس في (ص) و(م).
[2] «وهذه الصِّفة»: ليس في (م).