إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم

          7290- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ) بن منصورٍ الكوسَج الحافظ قال: (أَخْبَرَنَا عَفَّانُ) بن مسلمٍ الصَّفَّار، كذا بلفظ: ”أخبرنا“ بالخاء المعجَمة في الفرع، وهو في «الفتح» بلفظ: ”حدَّثنا“ بالحاء المهملة، واسْتُدِلَ به على أنَّ إسحاق هذا هو ابن منصورٍ، لا إسحاق ابن رَاهُوْيَه، قال: لقوله: «حدَّثنا عفان»، وإسحاق ابن رَاهُوْيَه إنَّما يقول: «أخبرنا» ولأنَّ أبا نُعيمٍ أخرجه من طريق أبي خيثمة عن عفَّان، ولو كان في «مسند إسحاق» لما عدل عنه، قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضمِّ الواو وفتح الهاء، ابن خالدٍ قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) صاحب «المغازي» قال: (سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ) بالنُّون المفتوحة والمعجمة السَّاكنة سالم بن أبي أميَّة (يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ) بضمِّ الموحَّدة وسكون المهملة، وسعيد بكسر العين مولى الحضرميِّ (عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ) ☺ : (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم اتَّخَذَ حُجْرَةً) بضمِّ الحاء المهملة‼ وسكون الجيم، بعدها راءٌ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي(1): ”حُجْزَة“ «بالزَّاي» بدل: «الرَّاء»، (فِي المَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ) أي: حوَّطها بها فيه لتستره من النَّاس وقت الصَّلاة (فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلعم فِيهَا لَيَالِيَ) من رمضان (حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ ثُمَّ فَقَدُوا(2)) _بفتح الفاء والقاف_ (صَوْتَهُ لَيْلَةً، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ) بنونين وحاءين مهملتين (لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ) صلوات الله وسلامه عليه (فَقَالَ: مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيْعِكُمْ) بفتح الصَّاد المهملة وسكون التَّحتيَّة بعد النُّون المكسورة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيّ: ”من صُنْعِكم“ بضمِّ الصَّاد وسكون النُّون، من غير تحتيَّةٍ: من شدَّة حرصكم في إقامة صلاة التَّراويح جماعةً (حَتَّى خَشِيتُ) أنِّي(3) لو واظبتُ على ذلك (أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ) أي: يُفرَض (وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ؛ مَا قُمْتُمْ بِهِ فَصَلُّوا، _أَيُّهَا النَّاسُ_ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا المَكْتُوبَةَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”إلَّا الصَّلاة المكتوبة“ أي: المفروضة، يُستَثنى منه صلاة العيد ونحوها ممَّا شُرع جماعةً، وتحيَّة المسجد لتعظيمه.
          والحديث سبق في «صلاة اللَّيل» من «كتاب الصَّلاة» [خ¦731].


[1] «والمستملي»: ليس في (د).
[2] في (س) و(ب): «ففقدوا».
[3] في (ص): «أي».