إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس

          7286- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويسٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (ابْنُ وَهْبٍ) عبد الله (عَنْ يُونُسَ) بن يزيد الأيْليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُبَيْدُ اللهِ) بضمِّ العين (بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ) بن مسعودٍ (أَنَّ عَبْدَ /  اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ ☻ قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ) الفزاريُّ من مسلمة الفتح، وشهد حُنينًا (فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ) وكان عيينة فيمن وافق طُلَيحة الأسديَّ لمَّا ادَّعى النُّبوَّة، فلمَّا غلبهم المسلمون في قتال أهل الرِّدَّة فرَّ طُليحة وأُسِر عيينة، فأُتِي به إلى أبي بكر، فاستتابه فتاب، وكان قدومه إلى المدينة إلى عمر بعد أن استقام أمره وشهد الفتوح، وفيه من جفاء الأعراب شيءٌ (وَكَانَ) الحرُّ بن قيسٍ (مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ) بضمِّ التَّحتيَّة وسكون الدَّال المهملة، أي: يقرِّبهم (عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ) الذين يشاورهم في الأمور (كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا(1)) بضمِّ الشِّين المعجمة وتشديد الموحَّدة، وكان الحُرُّ متَّصفًا بذلك فلذا كان عمر يقرِّبه (فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ) الحرِّ بن قيسٍ: (يَا بْنَ أَخِي؛ هَلْ لَكَ وَجْهٌ) أي: وجاهةٌ ومنزلةٌ (عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ) عمر بن الخطَّاب ☺ (فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟) بنصب «فتستأذنَ لي»: فتطلبَ منه الإذن في خلوةٍ؟ (قَالَ) له الحرُّ: (سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) بالسَّند السَّابق: (فَاسْتَأْذَنَ) الحرُّ (لِعُيَيْنَةَ) فأذن له (فَلَمَّا دَخَلَ) عيينة عليه (قَالَ: يَا بْنَ الخَطَّابِ) وهذا من جفائه حيث لم يقل: يا أمير المؤمنين ونحوه (وَاللهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ) بفتح الجيم وسكون الزَّاي بعدها لامٌ، أي: الكثير (وَمَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”ولا“ (تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ) وكان شديدًا في الله (حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ): قَصَد أن يبالغ في ضربه (فَقَالَ) له (الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنَّ اللهَ‼ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلعم : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}) بالمعروف والجميل من الأفعال ({وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف:199]) أي: ولا تكافئ السُّفهاء بمثل سَفَههم ولا تُمارِهم (وَإِنَّ هَذَا) عيينة (مِنَ الجَاهِلِينَ) قال ابن عبَّاس أو الحرُّ بن قيسٍ: (فَوَاللهِ مَا جَاوَزَهَا) لم يتعدَّ(2) (عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ) الحرُّ، أي: العمل بها (وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ) لا يتجاوز حكمه.
          والحديث سبق في «تفسير سورة الأعراف» [خ¦4642].


[1] في (د): «شبابًا».
[2] «لم يتعد»: سقط من (د).