الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب لابتي المدينة

          ░4▒ (باب: لابَتَي المدينة)
          تثنية لابة، وهي الحَرَّة: الأرض ذات الحجارة السُّود، والمدينة ما بين حَرَّتين عظيمتين، إحداهما: شرقيَّة والأخرى غربيَّة. انتهى مِنَ القَسْطَلَّانيِّ.
          قلت: قد تقدَّم في (باب: حرم المدينة) أنَّ الغرض منه عندي الإشارة إلى مسألة خلافيَّة، وهي هل للمدينة حَرَم كما لمكَّة أم لا؟ وتقدَّم الخلاف فيه هناك، ولعلَّ الغرض بالتَّرجمة هاهنا بيان حدِّ الحرم على حسب ما وقع في الأحاديث، فقد تقدَّم في الباب المذكور حديث أبي هريرة أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: ((حُرِّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ عَلَى لِسَانِي)).
          قال الحافظ: وفي رواية لمسلم: ((وَجَعَلَ اثْنَيْ عَشَر مِيلًا حَوْل الْمَدِينَة حِمًى))، وفي رواية / لأبي داود: ((حمى رسول الله صلعم كلَّ ناحية مِنَ المدينة بريدًا بريدًا))... الحديث، ووقع في حديث جابر عند أحمد: ((وأنا أحَرِّم المدينة ما بَين حَرَّتَيها))(1). انتهى مِنَ «الفتح».


[1] فتح الباري:4/84