الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: النسك شاة

          ░8▒ (باب: النُّسكُ شاةٌ)
          قال الحافظ: أي: النُّسك المذكور في الآية، قال عياض: كلُّ مَنْ ذَكر النُّسك في هذا الحديث مفسَّرًا فإنَّما ذكروا شاة، وهو أمر لا خلاف فيه بين العلماء.
          قال الحافظ: يعكِّر عليه ما أخرجه أبو داود عن كعب بن عجْرة: ((أنَّه أصابه أذًى، فحلق، فأمره النَّبيُّ صلعم أن يهدي بقرة)) وللطَّبرانيِّ في حديث كعب: ((أنَّه صلعم أمره أن يفتدي، فافتدى ببقرة)) وكذا في رواية لعبد بن حُميد: ((افتدى كعب ببقرة)) ولسعيد بن منصور: ((قيل لابن كعب بن عجْرة: ما صنع أبوك؟ قال: ذبح بقرة)).
          قال الحافظ: فهذه الطُّرق كلُّها تدور على نافع، وقد اختُلف عليه في الواسطة الَّذِي بينه وبين كعب، وقد عارضها ما هو أصحُّ منها مِنْ أنَّ الَّذِي أمر به كعب وفَعله في النُّسك إنَّما هو شاة.
          وأجاب ابن بطَّالٍ بقوله: فقال: أخذ كعب بأرفع الكفَّارات، ولم يخالف النَّبيُّ صلعم فيما أمره به مِنْ ذبح الشَّاة، بل وافق وزاد، ففيه أنَّ مَنْ أفتى بأيسر الأشياء، فله أنَّ يأخذ بأرقعها(1)، قال الحافظ: هو فرع ثبوت الحديث، ولم يثبت لِما قدمته، والله أعلم(2). انتهى باختصار وتغيُّر.


[1] في (المطبوع): ((بأرفعها)).
[2] فتح الباري: ج4/ ص18 مختصرا