التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ضحك الله الليلة من فعالكما

          3798- قوله: (عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ): (فُضَيل)؛ بضمِّ الفاء، وفتح الضاد المعجمة: مُصغَّر، وهذا معروفٌ جدًّا عند أهله.
          قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ): تَقَدَّم مِرارًا كثيرةً [خ¦102] [خ¦2727] أنَّه بالحاء المهملة، وأنَّ اسمه سلمان الأشجعيُّ، مولى عزَّة الأشجعيَّة، كوفيٌّ نبيلٌ، عن أبي هريرة وجَالَسَهُ خمسَ سنين، والحسنِ، والحسين، وسعيد ابن العاصي، وابن عمر، وابن الزُّبير، ومولاته عزَّة، وغيرهم، وعنه: عَدِيُّ بن ثابت، وفُضَيل بن غَزْوَان، ونُعَيم بن أبي هند، والأعمش، وسيَّار أبو الحكم، وخَلْقٌ، وثَّقه أحمد وابن مَعِين، توفِّي في خلافة عمر بن عبد العزيز، أخرج له الجماعة.
          قوله: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلعم): سأذكره في تفسير (الحشر) إن شاء الله تعالى مطوَّلًا [خ¦4889]، وها أنا أذكره ملخَّصًا هنا: قال شيخنا عن الواحديِّ: (إنَّه من أهل الصُّفَّة)، قال: (وفي «الأوسط» أنَّه أبو هريرة).
          قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ): هذا الرجل: قال الشيخ مُحيي الدين النَّوويُّ في «مبهماته» التي اختصرها من كتاب الخطيب: (هو ثابت بن قيس بن شمَّاس، وقيل: أبو طلحة، قال _يعني الخطيب_: ولا أُراه أبا طلحة زيد بن سهل، بل آخر يكنى أبا طلحة)، انتهى، ولا أعلم أنا أحدًا في الصَّحابة يكنى بأبي طلحة مشهورًا بذلك إلَّا أبا طلحة زيد بن سهل، وقال ابن بشكوال: (الرجل الأنصاريُّ أبو طلحة زيد بن سهل)، وساق له شاهدًا من «مسلم»، والذي في «مسلم»: (أبو طلحة) فقط من غير تسمية، قال ابن بشكوال: (وقيل: ثابت بن قيس بن شمَّاس)، وساق له شاهدًا من «الأحكام» للقاضي إسماعيل وغيره، قال: (وقيل: عبد الله بن رواحة، حكاه يحيى ابن مُزَين في تأليفه)، انتهى. /
          قوله: (فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ): إن كان الأنصاريُّ أبا طلحة زيد بن سهل؛ فامرأته أمُّ سُلَيم، وقد قدَّمتُ ترجمتها [خ¦130]، وإن كان ثابت بن قيس بن شمَّاس؛ فقد كان تحته زوجات، إمَّا في وقتٍ أو في أوقات، لكنَّ منهنَّ مَن لا يمكن الجمع بينهما، فلا بُعْدَ أن يكون ذلك في وقتين، وسيأتي ذكر المختلِعة منه في مكانه، وقد اختُلِف فيها على أقوال أذكرها إن شاء الله تعالى [خ¦5273]، وإن كان غيرهما؛ فلا أعرف اسم زوجته.
          قوله: (أَكْرِمِي): هو بقطع الهمزة؛ لأنَّه رباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ): هو بفتح الهمزة؛ لأنَّه رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (ضَحِكَ اللهُ [اللَّيْلَةَ] أَوْ عَجِبَ): هذا شكٌّ من الراوي، وهما مؤوَّلان في حقِّه ╡، وقد تَقَدَّم الكلام على الضَّحك في حقِّه ╡ في الذي يُعْطَى مثل عشرة أمثال الدُّنيا [خ¦806]، والعجب في حقِّه في قوله: «عَجِبَ اللهُ مِن أقوامٍ يدخلون الجنَّة في السلاسل»؛ فانظُره [خ¦3010].
          قوله: (من فَـِعَالِكُمَا): هو بكسر الفاء كذا أحفظُه، وقد رأيته في نسخة صحيحة مفتوحَ الفاء بالقلم، وكذا رأيته في نسخة شيخنا الإمام أبي جعفر الفريابيِّ بالفتح والكسر بالقلم، قال الجوهري في «صحاحه»: (والفَعال؛ بالفتح: الكَرَم)، وأنشد شاهدًا لذلك، وهذا معنًى صحيحٌ؛ أي: مِن كرمكما، فكلاهما له معنًى صحيحٌ.