التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إذا أعجلت أو قحطت فعليك الوضوء

          180- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ): كذا في أصلنا، وفي نسخة وهي داخل أصلنا: (ابن منصور بن بَهْرَام(1)): (أَخْبَرَنَا النَّضْرُ)، وقد قال أَبُو عليٍّ الغسَّانيُّ في «تقييده»: (وقال _أَي: البخاريُّ_ في «الصَّلاة» [خ¦482]، و«سورة البقرة» في موضعين [خ¦4516] [خ¦4526]، و«الفضائل» [خ¦3650]، و«اللِّباس» [خ¦5786]، و«الأدب» [خ¦6124]، و«خبر الواحد» [خ¦7266]: «حَدَّثَنَا إسحاق: حَدَّثَنَا النَّضر»، نسبه ابن السَّكن في بعض هذه المواضع: إسحاق بن إبراهيم، وفي نسخة الأصيليِّ في «باب مَن لَمْ يرَ الوضوءَ إلَّا من المخرَجين» _يعني: هذا المكان_: «قال البخاريُّ: حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور: أَخْبَرَنَا النَّضر»، وقال أَبُو نصر: «النَّضر بن شُمَيل يروي عنه إسحاق بن منصور وإسحاق بن إبراهيم») انتهى ملخَّصًا.
          وقال شيخنا الشَّارح: (رواه أَبُو نعيم الأصبهانيُّ في «المستخرج»: «وقال إسحاق بن إبراهيم: أَخْبَرَنَا النَّضر»، ورواه من طريق إِسْمَاعِيل بن إبراهيم عنِ النَّضر، وقال في آخره: «أخرجه _يعني: البخاري_ عن إسحاق الكوسج، عنِ النَّضر»، فهذا يدلُّ على أنَّ الإسحاقَين روياه عنِ النَّضر، وأنَّ إسحاقَ الذي روى عنه(2) البخاريُّ الكوسجُ، كما صرَّح به أَبُو نعيم، ولم يقل أنَّه الذي رواه من طريقه، ويؤيِّد ذلك ما ذكره الجيَّانيُّ: أنَّ في نسخة الأصيليِّ في هذا السَّند: «إسحاقَ بن منصور: أَخْبَرَنَا النَّضر»)، ثُمَّ ذكر كلام الكلاباذيِّ، انتهى، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته لَمْ ينسبْه، بل قال: (إسحاق) فقط.
          قوله: (أَخْبَرَنَا النَّضْرُ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن شميل، وكذا قال(3) المِزِّيُّ في «أطرافه»، و(النَّضر بن شميل): هو أَبُو الحسن المازنيُّ البصريُّ النَّحْويُّ، شيخُ مروَ ومحدِّثُها، ثقة، صاحب سُنَّة(4)، تقدَّم بعض ترجمته [خ¦152]، أخرج له الجماعة.
          قوله: (عَنِ الحَكَمِ): هو ابن عُتَيْبة _بِضَمِّ العين، ثُمَّ بمثنَّاة فوقُ مفتوحة، ثُمَّ مثنَّاة تحتُ ساكنة، ثُمَّ موحَّدة، ثُمَّ تاء التَّأنيث_ الكنديُّ مولاهم، فقيه الكوفة، ثقة، تقدَّم [خ¦117]، وتقدَّم أنَّ لهم آخَرَ يُقال له: الحكم بن عُتَيبة، ذكره الذَّهبيُّ في «الميزان»، مُتكلَّم فيه، وأنَّ البخاريَّ جعلهما واحدًا، فعُدَّ من أوهامه [خ¦117].
          قوله: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ): تقدَّم أنَّه سعد بن مالك بن سِنان الخُدْرِيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ (الخُدْرِيَّ) بالدَّال المهملة [خ¦19].
          قوله: (أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ): هذا الرَّجل هو عِتبان بن مالك الأنصاريُّ الخزرجيُّ السَّالميُّ البدريُّ، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم، وساق له ابن بشكوال شاهدًا، وقيل: رافع بن خديج، وساق له شاهدًا آخر، وقيل: اسمه صالح، وساق له شاهدًا آخر، وقال الخطيب: (عتبان، وقيل: ابن عتبان)، / قال النوويُّ: (وهو غلط، والصَّواب: عتبان)، وقال ابن شيخنا البلقينيِّ: (وفي «مختصر الاستيعاب»: أَبُو عثمان الأنصاريُّ، ذكره ابن السَّكن، وذكر له قصَّة مثل هذه) انتهى.
          قوله: (إِذَا أُعْجِلتَ أَوْ قُحِطْتَ): كذا في أصلنا، وفي نسخة وهي في أصلنا في الأصل: (أُقْحِطت)(5)؛ بالهمز، (أُعجِلت أو أُقحطت)؛ بضمِّ الهمزة، وكسر الجيم، و(أُقحِطت)؛ بضمِّ الهمزة، وكسر الحاء، كذا قيَّدناه بالهمزة(6) فيهما، وروي: بحذفها، وعُزِي إلى(7) الأمَّهات، وذكر صاحب «الأفعال»: (أنَّه يُقال: أقحط الرَّجل؛ إذا كَسِل في الجِماع عنِ الإنزال)، ولم يذكر: (قحط)، وقال ابنُ الجوزيِّ: (أصحاب الحديث يقولون: قَحطت؛ بفتح القاف)، وقال لنا عَبْد الله بن أحمد النَّحويُّ: (الصَّواب: ضمُّ القاف)، وفي «مسلم»: (أَقحَطت)؛ بفتح الهمزة والحاء، وعند ابن بشَّار: بضمِّ الهمزة، وكسر الحاء، والرِّوايتان صحيحتان، ومعنى الإقحاط: عدمُ إنزال المني، وهو استعارةٌ من قُحوط المطر؛ وهو انحباسُه، وحَكى الفرَّاء: (قحِط المطر؛ بالكسر، وأصله الفتح) وهذا مختصر من كلام شيخنا الشَّارح، ولابن قُرقُول وغيره فيه كلام، ولكنَّ هذا أجمع.
          قوله: (فَعَلَيْكَ الوُضُوءَُ): بالنصب على الإغراء، ويجوز رفعه(8) على الابتداء.
          قوله: (تَابَعَهُ وَهْبٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ): الضَّمير في (تابعه) يعود على النَّضر بن شميل، و(وَهْب) هذا: هو ابن جرير بن حازم الأزديُّ الحافظ، عنِ ابن عون وهشام بن حسَّان(9)، وعنه: أحمد والدقيقيُّ(10)، ثقةٌ، مات سنة ░206هـ▒، أخرج له الجماعة، وثَّقه غير واحد، وله ترجمة في «الميزان»، ومتابعة وهب عن شُعْبَة لَمْ أرها في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولا خرَّجها شيخنا، [وقال بعض حفَّاظ العصر: (أخرجها ابن منده عَبْدُ الوهَّاب بن أبي عَبْد الله، وأبو القاسم القشيريُّ الأستاذ)، وساق سندهما بذلك](11).
          قوله: (لَمْ يَقُل غُنْدَُرٌ وَيَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ(12)): أمَّا (غُنْدَُر)؛ فهو محمَّد بن جعفر تقدَّم، وتقدَّم مَن لقَّبه بهذا، وأنَّ غُنْدَُرًا المُشَغِّب، وأنَّ دالَه بالضِّمِّ والفتح [خ¦87]، وحديثُه عن شُعْبَة أخرجه مُسلمٌ، وأخرجه ابنُ ماجه، و(يحيى): هو ابن سعيد القطَّان، حافظ الإسلام(13)، تقدَّم الكلام على بعض ترجمته [خ¦43].


[1] في (ج): (مهرا).
[2] (عنه): ليس في (ج).
[3] في (ج): (قاله).
[4] في (ب): (صاحب حديث وسنة).
[5] في (ج): (قحطت).
[6] في (ج): (بالهمز).
[7] (إلى): ليس في (ج).
[8] في (ب) و(ج): (رفعها).
[9] في (ب): (حيان).
[10] في (ب): (والدقيق).
[11] ما بين معقوفين ليس في (ب) و(ج).
[12] (عن شعبة): ليس في (ج).
[13] (حافظ الإسلام): ليس في (ج).