التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق

          قوله: (لَمْ يَتَوَضَّأْ): تقدَّم أنَّ فيه ثلاثةَ مذاهب للنحاة: يتوضَّأْ، ويتوضَّ، ويتوضَّا [خ¦138]، وقد قال شيخنا الشَّارح: (يجوز في «من لَمْ يتوضَّأ» روايتان؛ إثبات الهمزة وسكونها علامة الجزم، وهو الأشهر في اللُّغة، وحذف الألف علامة(1) الجزم؛ مثل: لَمْ يخشَ) انتهى، وأنَّ شيخنا الأستاذ الإمام أبا جعفر الأندلسيَّ قال في «شرح الألفيَّة» لابن عَبْد المعطي في النَّحو: (فإنْ كانتِ الألفُ والياء والواو في الفعل المضارع ليستْ بأصلٍ، وإنَّما(2) هي مبدلةٌ من همزةٍ؛ نحو: «يَقْرا»؛ بسكون الألف، والأصلُ: «يَقْرَأ»؛ بالهمز، و«يُقْرِيْ»؛ بسكون الياء، والأصل: «يُقْرِئُ»؛ بالهمز، و«يَوْضَوْ»؛ بسكون الواو، والأصل: «يوضَأُ»؛ بالهمز، / فاختلف النَّحْويُّون في جَزْم ذلك:
          فذهب ابنُ عُصفُورٍ [إلى] أنَّ لك في ذلك وجهين:
          أحدهما: إبقاءُ حروفِ العِلَّة، وعلامةُ الجَزْمِ بسكون هذه الحروف؛ لأنَّها كانت متحرِّكةً.
          الثَّاني: حذفُ هذه الحروفِ؛ تشبيهًا لها بالحروفِ الأصليَّة.
          وذهب الأستاذ أَبُو الحسن ابنُ(3) الضَّائع _يعني: بالضَّاد المعجمة، وقد ذكرت أنا فيما مضى اسمه ونسبه_ [إلى] أنَّه لا(4) يجوزُ في جَزْمِ هذا النَّوعِ من الفعل حذفُ حرفِ العِلَّة، وإنَّما علامةُ الجَزْمِ التَّسكينُ؛ لأنَّ تسهيلَ الهمزةِ كتخفيفها) انتهى ملخَّصًا، وقد تقدَّم [خ¦138].


[1] (علامة): سقط من (ج).
[2] في (ب): (إنَّما).
[3] (ابن): ليس في (ج).
[4] (أنَّه لا): سقط من (ج).