التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن عبدًا أصاب ذنبًا فقال: رب أذنبت

          7507- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ): هذا هو أحمد بن إسحاق بن الحُصَين السُّلَميُّ المطوِّعيُّ، أبو إسحاق البُخاريُّ السُّرْمَارِيُّ، وقد تَقَدَّمَ الكلام على هذه النسبة، وأنَّها إلى قريةٍ من قرى بُخارى [خ¦520]، وهو أحد فرسان الإسلام، ومَن يُضرَب بشجاعته المَثَلُ، مع العلم والزهد، تَقَدَّمَ مُطَوَّلًا ☼ [خ¦520]، و(هَمَّامٌ): هو همَّام بن يحيى العوذيُّ الحافظ، تَقَدَّمَ، و(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (بشيرٍ أخي ثعلبة، وأبي عبيدة، وحبيب؛ أولاد عمرو بن مِحْصَن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول؛ وهو عامر بن مالك بن النَّجَّار، لبشيرٍ وإخوتِه صحبةٌ، فأمَّا بشير؛ فقُتِل مع عليٍّ بصِفِّين، روى عنه ابنه عبد الرَّحْمَن، روى له أبو داود والنَّسائيُّ، واتَّفقا على عبد الرَّحْمَن ولدِه عن أبي هريرة، روى له مسلمٌ عن عثمان بن عَفَّانَ وزيدِ بن خالد، وأمَّا ثعلبةُ؛ فشهد بدرًا وما بعدها، وتُوُفِّيَ في خلافة عثمان، روى عنه: ابنه عبد الرَّحْمَن حديثَه في قطع يد عمرو بن سَمُرة في سَرِقة الجمل، رواه ابن ماجه [خ¦2588]، وأمَّا أبو عبيدة؛ فقُتِل شهيدًا يوم بئر معونة، وأمَّا حبيبٌ؛ فمات في طريق اليمامة ذاهبًا إليه مع خالد بن الوليد، فهو معدودٌ في شهداء اليمامة)، انتهى.
          أمَّا قول الدِّمْيَاطيِّ: (أولاد عمرو بن مِحْصَن بن عمرو بن عتيك)؛ فقد قال ابن عَبْدِ البَرِّ في ثعلبة: (ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن مِحْصَن، أحد بني مالك بن النَّجَّار)، فزاد في نسبه عُبَيدًا، وخالفه هشام بن الكلبيِّ وغيرُه، فقالوا كما قال الدِّمْيَاطيُّ، قُتِل يوم جسر أبي عبيد، وقال الواقديُّ: تُوُفِّيَ بالمدينة في خلافة عثمان، وقيل: هو الذي روى عنه ابنه عبد الرَّحْمَن في السرقة، وكأنَّه الصحيح، فإنَّ ذاك لم يُنسَب، وهنا في هذا الموطن نُسِب إلى عمرٍو، قاله الذَّهَبيُّ.
          وأمَّا (عبد الرَّحْمَن بن أبي عمرة)؛ فأخرج له الجماعة، قال ابن سعد: ثقةٌ كثيرُ الحديث، وقول الدِّمْيَاطيِّ في أبي عمرة: (بشير) هو قولٌ قدَّمه الذَّهَبيُّ في «تجريده»، وثنَّى بثعلبة بن عمرو بن مِحْصَن، وفي (الكنى) قدَّم أنَّ اسمَ أبي عمرة عمرُو بن محصن، وثنَّى ببشير، ولم يذكر ثعلبة، وأبو عمرةَ صحابيٌّ، روى له _كما قال الدِّمْيَاطيُّ_ أبو داود والنَّسائيُّ، والله أعلم.
          قوله: (غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثَلَاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ): وفي نسخة: (فليفعل ما شاء): أي: ما دام يُذنِب ويتوب، وهذا تحريضٌ على التوبة، لا على الذنب.