التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب كراهية النبي أن تعرى المدينة

          ░11▒ بَابُ: كَرَاهِيَةِ النَّبِيِّ _صلعم_ أَنْ تُعْرَى المَدِينَةُ.
          1887- ذَكر فيه حديثَ أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إلَى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَكَرِهَ رَسُوْلُ اللهِ _صلعم_ أَنْ تُعْرَى المَدِيْنَةُ، وَقَالَ: (يَا بَنِي سَلِمَةَ أَلاَ تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؟) فَأَقَامُوا.
          وقد سلف في الصَّلاة [خ¦655]، وإنَّما أراد ألَّا تعرى المدينة وأنْ تعمر ليعظُمَ المسلمون في أعين المنافقين والمشركين إرهابًا وغِلَظةً عليهم.
          وقوله: (أَلاَ تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ) يعني في الخُطا إلى المسجد، ولذلك قال أبو هريرةَ: إنَّ أعظمَكم أجرًا أبعدُكم دارًا، قيل: لِمَ يا أبا هريرةَ؟ قال: مِنْ أجل كثرة الخُطا، وهذا لا يكون إلَّا توقيفًا.
          وقد ترجم له في الصَّلاة باب: احتساب الآثار.
          و(بَنُو سَلِمَةَ) _بكسر اللَّام_ بطنٌ مِنَ الأنصار ليس في العرب سلِمةُ غيرُهم، ذكره ابنُ فارسٍ.
          قال الدَّاوديُّ: وفيه دليلٌ أنَّهم كانوا ممَّن سكن المدينة، وكان لهم آثارُ خُطاهم، وهُم إحدى الطَّائفتين اللَّتين قال _تعالى_: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [آل عمران:122].