التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب لابتي المدينة

          ░4▒ بَابُ: لاَبَتَيِ المَدِينَةِ.
          1873- ذكرَ فيه حديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ تَرْتَعُ بِالمَدِيْنَةِ مَا ذَعَرْتُهَا، قَالَ النَّبِيُّ _صلعم_: (مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حَرَامٌ).
          هذا الحديث أخرجه مسلمٌ أيضًا كما أسلفناه، وأسلفنا أيضًا تفسيرَ الآية [خ¦1869].
          و(ذَعَرْتُهَا) نفَّرتُها، فالإذعار والتَّنفير هو أقل ما يُنْهَى عنه مِنْ أمر الصَّيد، وما فوقه مِنَ الأذى للصَّيد وقتلِه أكثرُ مِنَ الإذعار، وإنَّما أخذ أبو هريرةَ ذلك مِنْ قوله في مكَّة: ((لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا)) والتَّنفير والإذعار واحدٌ، وقال ابنُ التِّين: معنى (ذَعَرْتُهَا) أخفتُها، وهو بمعناه، والذَّعر: الفزع، وذُعر فهو مذعورٌ.