التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: المدينة طابة

          ░3▒ بَابٌ: المَدِينَةُ طَابَةٌ. /
          1872- ذَكر فيه حديثَ أَبِي حُمَيْدٍ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ _صلعم_ مِنْ تَبُوكَ، حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى المَدِينَةِ، فَقَالَ: (هَذِهِ طَابَةُ).
          هذا الحديث أخرجه مسلمٌ أيضًا مطوَّلًا، وفي آخره: ((وهَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)).
          و(طَابَةُ) مشتقَّةٌ مِنَ الطِّيب، ووزن طَيبة: فَعْلَة، وقد يُقال لها أيضًا: طِيبة، وزنها فِعْلة، وفَعْلةٌ وفِعْلةٌ يتعاقبان على معنًى واحدٍ، فاشتَقَّ لها _◙_ هذا الاسم مِنَ الطِّيب، وكره اسم يثرب لِما فيه مِنَ التَّثريب وقد أوضحنا ذلك في الباب قبله [خ¦1871]، وقد قال بعض أهل العراق: وأمرُ المدينة عجبٌ في ترابها، وهو أنَّها دليلٌ شاهدٌ وبرهانٌ على قوله: ((إِنَّهَا طَيبة، تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا)) لأنَّ مَنْ دخلها وأقام بها يجدُ مِنْ تُربتِها وحيطانها رائحةً طيِّبة ليس لها اسمٌ في الأرائح، وبذلك السَّبب طاب طِيبُها، والمعجونات مِنَ الطِّيب فيها أحَدُّ رائحةً، وكذلك العود وجميع البَخُور يتضاعف طِيبُه في تلك البلدة على كلِّ بلدة استُعمل ذلك الطِّيبُ بعينه فيها.