شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو

          ░12▒ باب: مَا يَقُولُ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ أَوِ الْغَزْوِ
          فيه: ابْنُ عُمَرَ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمرةٍ أَوْ غزْوِ كَبَّرَ على كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ). [خ¦1797]
          فيه من الفقه: استعمال حمد الله تعالى والإقرار بنعمته، والخضوع له، والثَّناء عليه عند القدوم من الحجِّ والجهاد على ما وهب من تمام المناسك، وما رزق من النُّصرة على العدوِّ، والرُجوع إلى الوطن سالمين، وكذلك يجب إحداث الحمد لله والشُّكر له على ما يحدث على عباده من نعمه، فقد رضي من عباده بالإقرار له بالوحدانيَّة، والخضوع له بالربوبيَّة، والحمد والشُّكر عوضًا ممَّا وهبهم من نعمه تفضلًا عليهم ورحمة لهم.
          وفي هذا الحديث بيان أنَّ نهيه ◙ عن السَّجع في الدُّعاء أنَّه على غير التَّحريم؛ لوجود السَّجع في دعائه ودعاء أصحابه، فيحمل أن يكون نهيه عن السَّجع يتوجَّه إلى حسن الدُّعاء خاصَّة، خشية أن يشتغل الدَّاعي بطلب الألفاظ وتعديل الأقسام عن إخلاص النِّيَّة وإفراغ القلب في الدُّعاء والاجتهاد فيه، وسأزيد في بيان هذا المعنى في باب: ما يكره من السَّجع في الدُّعاء. في كتاب الدعاء إن شاء الله. [خ¦6337]