عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إتيان اليهود النبي حين قدم المدينة
  
              

          ░52▒ (ص) باب إِتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلعم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ.
          (ش) أي: هذا باب في بيان إتيان اليهود... إلى آخره.
          (ص) {هَادُوا}: صَارُوا يَهُودَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {هُدْنَا}؛ تُبْنَا، هَائِدٌ: تَائِبٌ.
          (ش) مشى البُخَاريُّ ههنا على عادتِه في ذكر ألفاظٍ مِنَ القرآن مِمَّا يماثل لفظَ الحديث، فإنَّ قوله: ({هَادُوا}) مذكورٌ في قوله: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}[المائدة:41]. ومعناه هنا: (صاروا يَهُودًا).
          (وَأَمَّا قَوْلُهُ: {هُدْنَا}) المذكور في قوله: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}[الأعراف:156]، ومعناه: (تُبْنَا) إليك، وكذا فسَّرهُ أبو عبيدٍ اللفظينِ المذكورينِ، وقال الجَوْهَريُّ: هاد يهود هودًا: تاب ورجع إلى الحقِّ؛ فهو هائدٌ، وقومٌ هُودٌ؛ مثل: حائل وحُولٌ، وبازل وبُزْل، وقال أبو عُبيد: التهوُّد: التوبة والعمل الصالح، ويُقال أيضًا: هاد وتهوَّد؛ إذا صار يهوديًّا.